الرئيسية » المقالات » كتب[د/ياسر يوسف عليان]نداء من أجل قطاع الثروة الحيوانية

كتب[د/ياسر يوسف عليان]نداء من أجل قطاع الثروة الحيوانية

عليان

كانت فكره تدور في أحلام وأشواق وتطلعات عدد من الأطباء البيطريين داخل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة وخارجها في الثمانينات من القرن الماضي .. في أهمية إنشاء بنك متخصص لقطاع كبير وهام في السودان اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا قطاع الثروة الحيوانية .
وذلك لدفع الاستثمارات المختلفه والمتنوعه وتنميته بأكمله لزيادة الإنتاج والإنتاجية والايرادات من العملة الصعبة والتي يحتاج لها القطاع أولا.. والسودان في كافه مناحي الحياة وتعود علي البلاد والعباد بالخير وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كافة بلا شك…والثروة الحيوانية هي العمود الفقري للاقتصاد القومي
بعد عدة محاولات وحوارات ونقاشات واتصالات وقيام المؤتمر الاقتصادي في بداية التسعينات من القرن الماضي تم اتخاذ قرار إنشاء بنك الثروة الحيوانية المتخصص في القطاع اسوة بالبنك الزراعي …وهما قدمي الإقتصاد الوطني الذي يقف عليه..
أنشئ البنك علي أصول ومكونات وأركان مؤسسة تسويق الماشية واللحوم السودانية وشركاتها التابعة لها.. علي ان يقوم البنك بهذا الدور كاملا بالإضافة إلي دوره كبنك متخصص للقطاع الثروة الحيوانية في التنمية والتطوير
امتلكت وزارة الماليه الاتحاديه وبنك السودان المركزي أسهم في حدود ٤٠%
وطرحت بقية الاسهم للراغبين من أصحاب المصلحة والعاملين في القطاع تربية وإنتاج وتصدير وغيرهم .. ولكن بعد حوالي ثلاثه سنوات بدء في تغيير اهتماماته ومسؤولياته تجاه قطاع الثروة الحيوانية إلى قطاعات تجارية أخرى
كما بدأ بيع للأسهم لشركاء آخرين وربما أجانب لم يكن قطاع الثروة الحيوانية هو اهتمامهم او تفكيرهم مما أدي إلي توسعة في العمل التجاري الآخر على حساب قطاع الثروة الحيوانية…
بعد عدة سنوات أخرى والتغيرات في الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة حسب أصحاب الأسهم ومصالحهم لم يصبح البنك مهتم بقطاع الثروة الحيوانية وأدي ذلك إلي إنهيار في أهم أصول البنك دور المؤسسة والشركات التابعة لها … سعت عدة جهات من أصحاب المصلحة المربيين و المنتجين والمصدرين وبعض المسؤولين في القطاع مع وزارة المالية وبنك السودان المركزي في تصحيح المسار وإعادة تفعيل دور البنك للعمل في تخصصه ومعالجة الأخطاء والمشاكل في البنك … ولكن سرعان ما تعود وتؤدي إلى إعاقة حركة البنك في الاتجاه الصحيح لتحقيق الغرض الذي أنشئ البنك من أجله..
زادت حركة بيع الأسهم بصورة سريعة ومتغيره في السنوات الأخيرة مما أدي مؤخرا إلي الإعلان وبصوره واضحه ومباشر بعقد جمعية عمومية عادية وفوق عاديه لتغيير هوية البنك وذلك ربما إلي تغيير اسمه وتخصصه … ذلك بعد مرور حوالي ثلاثون عاما من إنشائه….
وعليه نطلق هذا النداء مع رجاء وتمني وباسرع ما يمكن من وزارة الماليه الاتحاديه وبنك السودان المركزي.. وزارة الثروة الحيوانية ووزارة التجارة وكافة أصحاب المصلحه في قطاع الثروة الحيوانية الاهتمام والحفاظ علي مؤسسة تسويق الماشية واللحوم السودانيه وشركاتها التابعة لها وإنقاذ القرارات الصادرة الاخيره لأنها هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها هذا القطاع الكبير ..
وذلك من خلال التجربه الناجحه في السودان سابقا.. وتفوقها في عدد من الدول مثل هولندا .. أستراليا .. الدانمارك .. البرازيل .. وغيرهم .. وهم الآن عمالقة صادرات الثروة الحيوانية ومنتجاتها في العالم .. والسودان بحمد الله متوفر لديه كل بل أكثر وأكبر مما تمتلكه أي دوله من هذه الدول من الثروة الحيوانية تميزا وتنوعا في الصفات والمواصفات والتعداد المؤهل للزياده الافقيه والراسيه…
لابد من مؤسسة تسويق الماشية واللحوم السودانيه وشركاتها التابعة لها والتخطيط الاستراتيجي القومي الوطني بنظرة شاملة وخطة كليه وأهداف واضحة ورؤى مستقبلية
تحقق كافه طموحات أصحاب المصلحة والعاملين في القطاع وتوفير العملات الأجنبية لتحسين وتحقيق حياة افضل لشعبنا الصابر بإذن ألله . اللهم بلغت .. اللهم أشهد … د. ياسر يوسف عليان
استشاري إرشاد واقتصاديات الثروة الحيوانية