الرئيسية » المقالات » موازنات[الطيب المكابرابي] أغنياء الحرب في السودان

موازنات[الطيب المكابرابي] أغنياء الحرب في السودان

الطيب المكابرابي


في كل زمان ومكان نشبت حربا كان نتاج ذلك وجود متأثرين سلبا كان ذلك التأثير أو إيجابا ..
من يتأثرون سلبا هم المتضررون من حرب الجنجويد هذه بمثلما جرى لأهل ومواطني الخرطوم والجنينة وكثير من مدن دارفور وبعض مناطق في بعض الولايات الأخرى ..أما المتأثرون إيجابا ومن جنو ثمار هذه الحرب ثراءا فهم من استغلوا قيام حرب في بلادهم ومنهم آخرون من خارج الحدود وهم ممن اصطلح على تسميتهم بأغنياء أو اثرياء الحروب..
هؤلاء فئة كلها أو جلها استفاد ويستفيد من نشوب الحرب وهم مصممون أصلا تربية وسلوكا على استغلال الحاجات والدخول مباشرة كل ببضاعته وما يملك من قدرات للحصول على أموال قد لا يحصل عليها بذات البضاعة وذات القدرات في وقت الامن والسلام ..
شهدنا وحتى العالم من حولنا شهد  كيف استغل البعض حوجة الناس الى الناقل ثم  السكن بعد نزوحهم من الخرطوم وكيف تضاعفت الإيجارات وأسعار التذاكر عشرات المرات.. شهدنا كيف ارتفعت أسعار بعض السلع حتى وصل سعر قطعة الصابون الواحدة ألف جنيه وكان استغلال للظروف أثر نشوب الحرب التي لولاها ما زادت ثرواتهم بمثل هذا الباب..
من اغنياء واثرياء الحرب من يبيعون المواطن كل شيء بما يفوق قيمته استغلالا للظروف ومنهم من يبيع المتحاربين السلاح والمعينات وإن كانت بسعرها الحقيقي ولكنها ازدادت في الكميات وازدادت المبيعات فحدث الثراء ..
حتى في مهنتنا هذه  ( الصحافة)هناك من اصبحوا اثرياء واغنياء بسبب هذه الحرب وهم بعض من تلونوا بعدها بلون يتناسب وطالبي الخدمة من القنوات والاذاعات والكتابات ليحصلوا على أموال ما كان لهم ليحصلوا عليها لو أنهم ظلوا على مواقفهم المعلومة مسبقا وقبل قيام الحرب..
من هؤلاء من يستغل الوضع والحوجة لدى المتحاربين في وجود مناصرين يقودون الرأي  واقناعه بصحة موقف هذا أو ذاك ومنهم من يقدم خدمات أخرى ومتنوعة وتحت مسميات شتى لكسب مزيد من الأموال..
 بعض الدول سنت قوانين بعد انجلاء الحرب لمحاسبة هؤلاء وبعض المنظمات صنفت جزءا من هؤلاء  تصنيفات جعلتهم دوما مثالا للثراء القائم على الدماء والأشلاء..
ستظهر في السودان بعد انقضاء الحرب التي قضت على الكثير. طبقات جديدة من الأثرياء وأصناف من الناس كانت لا تقوى على بناء بيت وهي تمتلك بعد الحرب عمارات وتمتطي فارهات وترتدي ثياب البهوات..
لا أحد يطمع في محاسبة كل من أثرى  وضاعف ثروته بسبب الحرب ولكنا نطمع فقط في محاسبة من يثرون من مال الدولة ومن يتكسبون من مال الجيش  بتقديم خدمات هي من صميم واجب كل مواطن وضريبة يؤديها في زمن حرب يخوضها الوطن بأجمعه ضد فئة لا تستهدف الحكومة ولا الجيش فقط وانما تستهدف الوطن والمواطن ومحو دولة اسمها السودان من الأطلس العالمي…
وكان الله في عون الجميع