منذ أن حلت ثورة ديسمبر العظيمة فى أعقاب سقوط نظام الانقاذ ظل الشعب يعيش على أمل انفراج الأزمات وعلى رأسها أزمة الخبز والوقود ولكن الامل ظل فى حالة تناقص والحكومة تعد المواطنين بالانفراج والدعومات من المجتمع الدولي ودولة قطر دفعت لنا كذا مليار من الدولارات والسعودية ودولة الإمارات كل يوم تشيل وتقدم لنا الدعم المادى والعينى والحكومة عايشه على الهبات والإعانات والوعود التى خدر بها الشعب، ولكن لم نر بصيص أمل فى النفق المظلم.
لقد تشبثنا بالامل حينما قالت الحكومة بأن رفع العقوبات الاقتصادية سوف تحل لنا المشكلة فرفعت العقوبات ولم نخطو أي خطوة الى الامام.
ثم بدأنا نتمسك بأمل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وظللنا فى حالة انتظار حتى جاء الخبر الذي فرح له كل الشعب ولكن لما أفقنا من تلك (السكرة سكرة )رفع اسمنا من قائمة الإرهاب لم نر جديدا على الساحة السياسية او الاقتصادية فالاسعار زادت أضعافا مضاعفة فاللبن وصل رطله الى مائة وعشرين جنيها بدلا من خمسين ،والسكر الى ٣٠٠جنيه للكيلو بعد أن كان فى حدود( الاربعين خمسين) جنيه،فتضاعفت كل السلع حتى الخبز الذى رفضنا أن تباع القطعة بجنيهين الان نشتريها بعشرين جنيه وياريتها حلت المشكلة ونحن فى شهر رمضان الكريم الذى من المفترض أن يكثر فيه التجار من التوبة والمغفرة لكن بالعكس كل التجار اعتبروه موسما للربح فكل صاحب بضاعة ضاعفها عشرات المرات حتى العجورة وصل سعرها مئتين جنيه ودستة البرتقال الف جنيه والجوافه الى ستمائة جنيه والليمون الكيلو ب٣٠٠ جنيه فلا توجد سلعة انخفضت بل كل السلع زادت فلم ينخفض الا سعر الانسان.
فالان الحكومة ترتب او تحاول ان تخدر الشعب بمؤتمر باريس لاعفاء ديون السودان، ولكن والله سياتى نادى باريس واتلانتكو مدريد ولن نجى اى ثمرة من هذت النادى بل ستكون هزيمتنا كما تهزم اندية الهلال والمريخ، فعلى الحكومة ان تفكر فى وسيلة اخرى تساهم فى وقف التدهور الاقتصادى وتدهور العملة وعليها ان تتخذ خطة طموحة تخرجها من الحالة التى هى عليها الان من خلال الاتجاه الى الزراعة فعليها ان تزرع كل الارض حتى تتوفر لها العملة الصعبة.. فالعالم كله يلهث وراء الغذاء والطعام ونحن أكثر الدول مهيأة لذلك، ولكن لو حاولنا أن ننتظر نادى باريس وسان جيرمان وغيرها من الأندية فلن نجني الا السراب من الآن على الحكومة وقبل اجتماع نادى باريس ان تفكر فى زراعة الأرض بالحبوب والحشيش وتربية الدواجن والحيوان، فنحن سوق رائجة لإطعام العالم بكل أنواع الخضر والفاكهة فاعملوا بدلا من انتظار العالم أن يجود عليكم بالاموال الكاذبة والا لدعموا دولا من قبلنا وعودوها ولكنها الآن تعيش أسوأ حالاتها