حينما يصل أي لاعب كرة قدم إلى قمة العطاء ومن ثم يتراجع أداؤه ولم يجد الحب من قبل الجماهير ولم تتفاعل معه في المباريات التي يخوضها بسبب تدني مستواه، من هنا يبدأ اللاعب التفكير في الاعتزال، ربما إصابات الملاعب أحيانا تجبر اللاعب على الاعتزال المبكر مثل أسطورة الكرة السودانية ولاعب الهلال الفذ نصر الدين عباس جكسا الذي تعرض إلى الإصابة ومنعته من مواصلة اللعب وحرمت جماهير اللعبة من الاستماع به وهو داخل المستطيل الأخضر وكذلك اللاعب الدحيش، قاقارين، المرحوم أمين زكي، كمال عبد الوهاب، سانتو، حامد بريمة، الهادي صيام، جقدول، حمد والديبة، رشيد المهدية وعادل امين وغيرهم من اللاعبين الذين اعتزلوا الكرة وهم في قمة العطاء.
الفن وكرة القدم سيان، برنامج (أغاني واغاني) الذي سرق لب كل المشاهدين على مدى عشرات السنين الماضية وكان البرنامج الأول وكانت مشاهداته عالية جدَا حتى إبان النظام السابق كان رئيس الجمهورية السابق عمر البشير من محبي ومتابعي البرنامج، بجانب الشيوخ وغيرهم من أعيان المجتمع والمغتربين، البرنامج كان برنامجًا خفيفًا على القلب والنفس وبمثابة ترويح بعد تناول وجبة الإفطار ويمكن أن يكون هاضمًا للطعام الذي تناوله الصائم، فقد احتشد بالنجوم عاصم البنا، جمال فرفور، عصام محمد نور، هاني عابدين، طه سليمان، مآب عثمان وسميرة دنيا، بل استضاف عمالقة الغناء خلال السنوات الماضي الراحل صلاح بن البادية، صلاح مصطفى ومحمد ميرغنى وغيرهم من الفنانين العمالقة، لذلك استطاع الأستاذ السر قدور أن يدخل البرنامج وهو يملك القدرة على النجاح لما له من إمكانيات ومعلومات كثيرة في مجال الفن والفنانين والشعراء والمناسبات التي ظل يزود بها البرنامج، لكن للأسف بدأ البرنامج يتراجع وبدأ النجوم يتسللون منه إلى القنوات الأخرى مما أضعفه وحتى الفنانين الذين زود بهم البرنامج لم يكونوا على المستوى من حيث الأداء ومن حيث تقديم الروائع الفنية، لذا من المفترض أن يعتزل الأستاذ السر قدور عن تقديم هذا البرنامج الذي وضع له بصمة واضحة وأساسًا متينًا في ساحة الغناء السوداني وما قدمه لايمكن ان يقدم مثله حتى ولو امتد البرنامج لعشرات السنين، لذلك بدل أن تصب عليك اللعنات يا أستاذ ونظرًا لضعف البرنامج وتراجعه عامًا بعد عام، فمن الأفضل لك أن تنسحب في هدوء ويمكنك أن تعيد النجوم السابقين عاصم البنا، عصام محمد نور، جمال فرفور، مكارم بشير، هاني عابدين ومآب عثمان هؤلاء هم روح البرنامج، أما الذين حشدتهم الفترة الماضية فلم يضيفوا أي جديد حتى أصواتهم لم يكن فيها التطريب والأداء الذي يسرق لب المشاهد، فالبرنامج في سنواته الأولى كان بمثابة المسلسل المصري الذي تتحلق حوله الأسر مثل (البردعي)، (رأفت الهجان)، (هوانم قاردن ستي) و(النوة) أو غيرها من المسلسلات المصرية التي كان المشاهد السوداني يحرص على مشاهدتها بكل أحاسيسه ومشاعره ووقتها لو حدثت وفاة أثناء المسلسل ما في شخص يخرج لدفن الميت.
لذا أستاذنا الجليل لقد استنفدت الغرض أدعوا النجوم السابقين الذين حشدتهم في سنوات البرنامج الأولى ومن ثم اعتزل وأنت في قمة العطاء، لان البرنامج الآن ليس فيه ما يشد المشاهد ولم يكن هناك حماس له كما كان في السابق.