الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]:ما بين لاجئ أوكرانيا وأفريقيا!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]:ما بين لاجئ أوكرانيا وأفريقيا!!

حبيب

دفعت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا اليوميين الماضيين إلى هجرة الآلاف من مواطني أوكرانيا إلى العديد من الدول المجاورة وعلي رأسها بولندا التي استوعبت أكثر من مائة الف لاجئ أوكرانيا مالفت نظري خلال مشاهداتي على عدسات الفضائيات المختلفة الروح الطيبه التي تمتع بها سكان أوروبا وتضامنهم مع الأوكرانيين لاحظت العديد من السكان يحملون لافتات يطالبون من اللاجئين الأوكرانيين الذهاب معهم إلى منازلهم استضافة مجانية.. منهم من طلب خمسة اشخاص ومنهم من طلب اقل ولكن تلك الروح التي يتمتع بها أهل الغرب تؤكد على تلك الروح الطيبة والعاطفة الجياشة وروح التضامن والتعاطف مع بعضهم البعض والاحساس بمرارة فقد الانسان لوطنه
من الملاحظات الاخرى التي شاهدناها ان اللاجئين لم تظهر عليهم حالة البؤس والشقاء التي نراها عند اللاجئين من الدول الافريقية الذين مزقتهم الحرب بفعل بني جلدتهم،لقد شاهدنا الفترة الماضي كيف هاجر الآلاف من سكان التقراى بإثيوبيا فارين من الحرب إلى داخل الأراضي السودانيه،
ان الحرب التي اندلعت بأوكرانيا عملت على توحيد الأوروبيين مع بعضهم البعض بالصورة التي شاهدناها من المفترض أن تكون لدى الدول المسلمة لكن للاسف الاسلام عندنا شعار لا نطبقه على أنفسنا ولا على بني جلدتنا من المسلمين
المسلمين الآن يقاتلون بعضهم البعض ويعتدون على بعضهم البعض حتى حكام المسلمين لا يعملون بما جاء في الكتاب والسنة، لا يحكم بالإسلام ولا تطبيق لقول المولي عز وجل نجد المسلم يسرق مال أخيه المسلم حتى الصورة التضامنية التي شاهدناها لدى سكان بولندا الذين تدافعوا لإيواء الأوكرانيين لم تشهدها لدي العديد من الدول المسلمة
انظروا إلى اليمن كيف يقتل الحوثيون إخوانهم من اليمنيين وكذا الحال بالنسبة لليبيين والسوريين وحتى نحن في السودان نجد ابناء دارفور يشنون حربا قاسية على سكان العديد من المناطق يقتلون ولم يرمش لهم جفن لا ادرى لماذا انتزعت الرحمة من قلوب المسلمين بينما اهل الديانات الاخرى يتضامنون مع بعضهم البعض،اننا نؤمن بألسنتنا ولكن القلوب خاوية من تلك العاطفة التي انتزعت من قلوب الكثيرين من المسلمين،
ان الحرب اللعينة التي تجرى في أوكرانيا من قبل الروس ربما تعمل على توحيد شعوب تلك الدول،فهل يمكن أن يحدث مثل هذا التضامن الأوروبي للعرب وهل يمكن أن تتوحد كلمة المسلمين من اجل المصلحة العامة لتلك الأمة ، ان ماحدث من قبل سكان أوروبا تجاه إخوانهم في كرواتيا يجعلنا نعيد حساباتنا خاصة حكامنا الذين يعيشون بعيدين من محكوميهم،فالاسلام دين السماحة والمحبة ونحن أولى بمثل هذا التعاطف ويجب أن نوقف القتال ضد أبناء أوطاننا وان نعمل علي تحقيق الأمن والاستقرار لهم بدلا من عمليات التشريد التي تجرى لدى الكثيرين من الدول العربية والمسلمة،يجب ان نعلم الاجيال كيف نحترم بعضنا البعض كيف نحافظ على حقوق بعضنا البعض بدلا من عمليات الدمار والخراب المتفشية في ديار المسلمين
ما لفت نظري جمال المظهر لدى اللاجئين الأوكرانيين عكس الصورة السيئة التي نشاهدها لأبناء أفريقيا حينما تكون هناك حرب تجبر مواطني تلك الدولة بالهروب، انظروا الى ملابسهم الممزقة والمتسخة،انظروا الي البؤس علي وجوههم ونحافة اجسادهم ،علي حكامنا ان يعيدوا النظر في طريقة حكمهم،من أجل من يحكمونهم.