
مضي أكثر من شهر على اضراب المعلمين وإغلاق المدارس لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم وهي مطالب شرعية وضرورية لهم ولكن الحكومة لم تضع التعليم ضمن أولوياتها الا لعجلت بالحل قبل أن تهتم بزيارة المسؤولين الي الولايات وصرف المبالغ الطائلة في عمليات الاستقبال ونحر الذبائح ومنحهم أموال لا يستحقونها لا هم ولا الوفود المصاحبة لهم
إن التعليم يعد أحد الضروريات لنهضة البلاد ولكن في السودان المسؤولين دفعوا بأبنائهم للتعلم في بريطانيا وأمريكا وماليزيا وكل دول العالم ولذلك لم يهتموا بالتعليم الداخلي ولم يهتموا بالمعلم الذي صنع منهم وزراء ووكلاء وأطباء ومهندسين بينما المعلم جالس في موقعه يتناول الفتات من المال الذي لا يكفي معيشته ولا معيشة الأبناء
ان الوزراء الذين يتجاهلون مطالب المعلمين الان لا يستحق الجلوس على تلك الكراسي فلولا المعلم لما وصلوا الى تلك المقاعد فمن واجبهم ان يسرعوا بحل مشكلة المعلم. قبل كل شيء ولكن للأسف نحن في السودان نضع التعليم والمعلم آخر الاهتمامات وفي كثير من دول العالم يعد المعلم فوق كل المهن ومرتبه أعلى المرتبات المسؤولين الآن يلعب المعلم دورا هاما في حياتهم
وكانت الحكومات السابقة تهتم بالتعليم والمعلم وكان التعليم مجاني لكل أبناء السودان من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوي بل حتى جامعة الخرطوم كان الطالب الذي يلجها تقوم الدولة بتخصيص مبلغ من المال شهريا له يعينه ويعين اسرته، ولكن للأسف هؤلاء لم يكونوا أوفياء لمن علمهم وحتي وزير المالية الدكتور جبريل لم يكون وفي لهذا المعلم الذى بفضله نال تلك المراتب الرفيعة وجلس على خزائن الدولة
لا ادرى كيف ينام جبريل والمعلم يلهث وراء جزء يسير من حقوقه بينما أنتم ممن جثمتم علي الصدور يتنقلون كل يوم من دولة الي أخرى بمال هذا الشعب فلو تركت تلك الزيارات التي لا فائدة منها والأموال التي ينالونها من تلك الزيارات لما عاني المعلم ولا أغلقت المدارس ولكن أنانية المسؤول السوداني هي التي اوصلتنا الى تلك الحالة من البؤس التي يعيشها المعلم والطبيب وغير ذلك من المهن التي لم تكن من أولويات الحكومة
ان قضية التعليم بالبلاد تحتاج الي مسؤولين يعرفون أهميته وأهمية المعلم. والطالب أمل الامة ومستقبلها فلو كان المسؤولين لهم أبناء يعلمونهم بالداخل اسرعوا بالحل، ولكن للأسف لأن مال الدولة سائب ومعتدى عليه لم يجعلوا التعليم والمعلم من أولوياتهم، ان الدول التي نهضت من حولنا جعلت التعليم من أولوياتها وتقدمت بفضل هذا التعليم،
إلا أننا سنظل في مؤخرة الدول طالما لم نهتم بالتعليم والمعلم، لقد أحدثت حكومة الإنقاذ البائدة ثورة في التعليم ورفعت من قدره وتمددت الجامعات فبدلا من ثلاثة او أربعة جامعات أصبحت كل ولاية تحظى جامعة أو جامعتين ناهيك عن الجامعات بالمركز ،لذا لابد أن تعمل الحكومة بحل مشكلة المعلمين بأسرع ما يمكن قبل أن نفقد عاما دراسيا آخر يضاف الي الأعوام التي فقدناها عقب ثورة ديسمبر المجيدة التي كانت حلم كل مواطن سوداني ينشد العيش الكريم والحياة الفاضلة. لكن الفاشلين والساقطين أضاعوها واضاعوا البلد معها.