الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: السودان وطن اﻷضحية والضحايا والتضحيات

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: السودان وطن اﻷضحية والضحايا والتضحيات

الخليفة

لا تمهل قليلا هي هكذا الحقيقة مجردة من كل مخيط إذ لايجوز أن نقول عارية ونحن في أيام الحج المباركات ، لاتنزعج من قولنا ان السودان هو وطن اﻵضحية والضحايا والتضحيات ، فاﻷولي متعلقة بالعبادة والفداء العظيم ، إذ ان اهل السودان احتفالا وامتثالا ﻷمر الله وسنة نبيه تعظيما ﻹيمان سيدنا ابراهيم وتقديسا لطاعة ابنه الواثق بالله وبصلة ابيه بربه سيدنا اسماعيل ، أما الضحايا هنا ليس مقصودا بها الذبائح وإنما بعض من اهل السودان إن لم يكن معظمهم وهم الواقع عليهم الظلم والحرمان والتعب والمعاناة لرداءة إدارة الحكومات للدولة وفساد كثير ممن يتصدون لقيادة البلاد ، فيكون همهم راحة انفسهم واسرهم ولا يهمهم شقاء العباد وضياع البلاد ،الضحايا هم من يتعرضون لﻹعتداءات المسلحة في شرق البلاد وغربها ومن يسقطون دفاعا عن انفسهم واسرهم امام هجمات اللصوص حتى داخل المدن الكبيرة ، والضحايا هم من يعانون بإستمرار من تردي الخدمات وتأخر اﻹنفراج . ومن يصبحون ويمسون عاجزين عن تلبية ضروريات الحياة لهم ولذويهم ،
يشاهدون بأم أعينهم وفرة الوقود في محطاته ووفرة الخبز في مخابزه يقرأون ويسمعون عن مئات المليارات التي تسترد وغيرها مليارات أخري تعفي من الديون ومليارات اخري قروض ومنح تتجاوز الـ 650 مليون دولار لتأهيل السكك الحديدية وأكثر من 18 مليار دولار لتأسيس البنيات التحية لستة ولايات بما في ذلك إعادة الحياة لمشروع الجزيرة حتى وصل اﻷمر بهم القراءة والسماع عن ثمرات ذاك المشروع الذي دفعت امواله الدول الكبري ليسلم للمواطن فلا يصل اليه بل أن المواطن المسكين يصاب بالدهشة حينما يراقب جدلهم عن مبلغ ثمرات المنتظر فيقرأ انها 15 دولار ولكن أيدي مجهولة انتقصتها لخمسة دولارات لكل فرد ثم ماتلبث جموع المغلوبين علي امرهم ان تسمع ان المبلغ سيسلم بالجنيه السودان والمبلغ قدره 250 جنيه لكل فرد ثم تعلوا أصوات تقول ان المبلغ الحقيقي هو 25 ألف جنيه لكل فرد ، وتكون حصيلة ما يصل للمواطن المسكين هو المثل العربي الشهير (اسمع جعجعة ولا ارى طحنا).
لقد بذل الشعب السوداني الكثير من التضحيات منذ فجر الاستقلال وصنع الثورات بالروح والدم والدموع ، حتى أنهم تغنوا رغم رهقهم المزمن ومعاناتهم المستمرة عند كل ثورة من ثورتهم ضد الظلم (التقي جيل البطولات بجيل التضحيات التقي كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر في اﻷرض بذور الذكريات أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا بالذي اصبح شمسا في يدينا وغناءا عطرا تحدو به الريح وتختال الهوينا يابلادي) وكأن الشعب السوداني كله يردد المقولة الشهيرة (ماضيق العيش لولا فسحة اﻷمل).ﻷنه باﻷمل وحسن الظن تتحق اﻷضحية ويختفي الضحايا وتنتهي التضحيات ويشرق الفجر بعد أن كان ضوءا في آخر النفق.