ظلت القوات المسلحة السودانية منذ أكثر من ستين عاما وهي حامية للارض والعرض بل ظلت مواقفها مشرفة للوطن ولمن حولها من الدول التي شاركت معها في حماية أراضيها مثل الجارة مصر الذي كان للجندي السوداني مع إخوانه من القوات المسلحة المصرية شرف الذود عن تلك الأرض الطاهرة في حرب 1973م.
ان القوات المسلحة السودانية وعلى الرغم من الدور الكبير الذي ظلت تلعبه في حماية البلاد الا انها ظلت تتعرض للاهانة من بعض القوى غير الناضجة ولم تقدر أدوارها البطولية من اعلي قائد الي اصغر جندي خرجته تلك المؤسسة عرين الرجال الابطال، اذا نظرنا إليها إبان الصراعات الحزبية نجدها تقف مراقبة للمواقف
وحينما يستعصي الأمر علي السياسيين تجدهم أول من يلجأون إليها طلبا لحماية البلاد من التمزق فحدث وقتها الصراع والخلاف بين حزبي الامة والوطني الاتحادي الذي اعقب حكم الفريق إبراهيم عبود، لقد لجأ الساسة الي القوات المسلحة فكانت الملاذ الأمن لحماية البلاد، لقد ظل حكم الرئيس عبود لما يقارب الستة سنوات أقامت القوات المسلحة العديد من المشاريع الزراعية
كما أقامت المصانع في مدن السودان المختلفة مما جعل الاقتصاد السوداني في نمو وتطور.. ولكن صراعات السياسيين لم يتركوا الرئيس عبود إكمال بقية المشاريع كالطرق ومصانع الألبان والبصل والنسيج وغيرها من المشاريع المتعددة، فخرج العسكر من الحكم، ولكن السياسيين لم يحافظوا علي أمن الوطن صراعاتهم وخلافات فجاء نظام مايو تحت قيادة الرئيس نميري فازدهرت في عهده البلاد وظل الجنيه السوداني محافظا علي قوته امام العملات الأجنبية وانتعشت المشاريع المختلفة
ولكن الساسة بطبيعتهم كالسمك الذي لم يستطيع العيش خارج الماء فبدأوا يكيدون له من خلال الصراعات حتى سقط النظام بثورة شعبية في 1985، لقد ظن المدنيين أنهم يقيمون دولة العدل والقانون ولكنهم كعادتهم فشلوا في ادارة الدولة، فسقط النظام المدني وجاء العسكر مرة أخرى لحماية البلاد من التدهور الذي تركه الأحزاب، ثم جاء النظام العسكري تحت قيادة الرئيس السابق البشير فتم إنشاء العديد من المشاريع من زراعة وطرق وتعلية خزانات وغيرها من المشاريع
مما يؤكد ان حكم العسكر هو الافضل مقارنة بالأنظمة المدنية ولكن رغم فشل المدنيين إلا أنهم لم يتركوا عادتهم ومحاولتهم النيل من القوات المسلحة بالحق والباطل، لقد واجهت القوات المسلحة حملة إساءة لم تتعرض لها طوال تاريخها الطويل عقب ثورة ديسمبر المجيدة رغم أنها ظلت تستجيب لنداء المستغيثين وطالبي حمايتها ، لاندري من اين اتي هؤلاء بهذا الكيد والعداء للقوات المسلحة؟ حامية الارض والعرض، بل حامية لهؤلاء من أنفسهم
لقد تعدت الإساءة لقوات الدعم السريع التي لولاها لما شهدت كثير من المناطق الاستقرار بل ساهمت في وقف الجريمة العابرة للحدود، وحاولت بعض الجهات الاستهانة بها وبالدور الذي ظلت تقوم به، وحاولت بعض الجهات ان تقع مشكلة بين قائدها الفريق حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع مع الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي
ولكن الفريق البرهان في خطاب له الايام الماضية نفى اي صراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة وقال بان هناك جهات تحاول ان تزرع الفتنة بينهم فقال بأم خلافتهم سمن علي عسل فلم يعكر صفوها شئ وهذا يؤكد أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع يعملان من أجل حماية البلاد و العباد وسيظلون في تناغم حتي انتهاء الفترة الانتقالية وتسليم الحكم لجهات مدنية بعد انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، ان دعاة الفتنة سيظلون يكيدون ولكن كيدهم سيكون في نحرهم
وأن القوات المسلحة السودانية مفخرة لكل وطني غيور علي بلده وعلى مؤسسته التي لولاها أصبحنا أشبه بمثل كثير من البلدان التي تعرضت للفتنة ولم تجد من يحميها من الأبناء ومن التدخلات الخارجية، ولكن قواتنا قابضة على الزناد حامية للبلاد مهما تآمر المتآمرين.