لم يمر عام على امتحان الشهادة السودانية بسلام والا وقد وضع الطلاب واسرهم ايديهم على قلوبهم خوفا من كشف مادة او مواد من الامتحان ،فالشهادة السودانية ورغم سمعتها الطيبة فى المحيط الاقليمى والدولى ولكن ضعاف النفوس من المعلمين يحاولون ان يهزوا تلك الثقة فيها.
فلا ندرى لماذا الاساتذة او المتعاملين فى محيط امتحانات الشهادة السودانية يحاولون التلاعب او كشفها للطلاب ففي الاعوام السابقة تم كشف الامتحانات لبعض الطلاب العرب بالتأكيد لم يكون الكشف من اجل سواد عيون أولئك الطلاب ولكن من أجل (ابصلعة) الذي ركع كل الشعوب وعلى الرغم من ضبطا متلبسين بعملية الكشف ولكن لم نسمع عن سجنهم او ابعادهم عن العملية التعليمة نهائيا.
ففى العام الماضى او قبله تم كشف مادة الكيمياء ولم نسمع ايضا قرار طال اولئك المتسببين في عملية الكشف بسوء نية او بنية كاملة، وفى هذا العام الذى من المفترض ان يكون اليوم اخر مادة يمتحنها الطلاب و يرتاحوا من عناء عام كامل من التحصيل و(الزنقة ) والخوف والاضطراب ولكن تفاجأ طلاب المساق الأدبي أن مادة الدراسات الاسلامية ستتم إعادتها يوم السبت القادم لان الورقة تم توزيعها بالخطأ باحدى مراكز الامتحانات بولايات دارفور.
ان كشف تلك المادة بقصد أو بدونه يعني ارهاق لخزينة الدولة لاعادة المادة وارهاق للطلاب الممتحنين وأسرهم ،الم يحس أولئك القائمين على أمر الشهادة السودانية الم ينظرون الى حال الطالب الذى ظل يسهر حتى الصباح استذكارا للمادة حتى يقوم بامتحانها وهو راض عن نفسه، كيف ستتعامل وزارة التربية مع هذا الطالب الذى لا قدر الله اذا سقط فى الامتحان المعاد هل ستعوض الوزارة أم سوف تتعامل معه باعتباره راسب في المادة.
إن أدب الاستقالة عندنا غير متوفر والسبب لان الوزارة سواء كانت وزارة تربية او صحة او خارجية او غيرها من الوزارات تجد العذر لمن أخفق ،فوزارة التربية التى تعنى الان بامتحانات الشهادة السودانية لو تمت معاقبة كل من يقوم بكشف الامتحان عقابا رادعا لما تجرأ استاذ او ادارى او فراش او مسئول عن مخزن الامتحانات بكشفها،ان الشهادة السودانية فى كل عام تتعرض لعملية الكشف ولكن الأمر يمر مرور الكرام فلا محاسبة وربما يمنح حافز التصحيح كمان.
ان اعادة مادة الدراسات الاسلامية لطلابنا فيها ظلم لهم فكيف يعيدون توازنهم والدخول بروح عالية مرة أخرى لامتحانها،ان وزارة التربية عليها ان تصدر قرار شافيا فى مواجهة كل من تسبب فى هذا الخلل حتى ولو كان بحسن نية،فى كثير من دول العالم كل من يخطئ يقدم استقالته قبل أن يطلب منه ،اذكر ان احد وزراء الحكومة البريطانية جاء متأخرا عن الموعد المضروب فى اجتماع هام ما كان منه الا أن قدم استقالته رغم أن الجرم الذي وقع فيه لا يستدعى تقديم الاستقالة.
فهل نتوقع أن يقدم كل من تسبب فى اعادة مادة الدراسات الاسلامية لطلابنا باستقالته وهل نسمع من وزارة التربية ماذا حدث للذين قاموا بكشف الامتحانات الماضية،ان الشهادة السودانية تعد.افضل الشهادات فى الوطن العربى ولكن البعض من ضعاف النفوس يريدون لها الفناء كما فنيت خصال حميدة فى السودان .
