الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: أرجوك لا تحارب الله

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: أرجوك لا تحارب الله

محجوب الخليفة

ربك الذي تعبده والرسول الذي تتبعه و دينك الذي تعتقد وجهدك وعطاءك وحتي حكومتك التي تحكمك كلها لك ﻷنها بإرادتك واختيارك ،أما شكلك ولونك وجنسك وقبيلتك فهي ليست لك ﻷنها ليست من اختيارك ولا بإرادتك.ولذا عليك أن تجتهد في تطوير وتحديث وتعزيز ماهو لك ، مثلما عليك ان تقبل وترضى بما هو ليس باختيارك وإرادتك.
نحن نقع في الخطأ دائما عندما نخضع ونستسلم لما هو لنا وبإرادتنا ، بينما نتضجر بل ونسعى لتغيير ما هو علينا وليس بإرادتنا فنقع في حبائل الحياة الخاسرة بمحاربة أقدار الله ، ونبقي في حصار الهزيمة عندما نستسلم ﻷوهام الجهل والسياسة وظلم اﻷفراد والحكومات ، ولا نبادر بتطوير مواردنا ووسائلنا ولا نفكر في مواجهة مشاكلنا، والمؤسف أن هناك من لاحظ اهتمامنا بتغيير أشكالنا وعجزنا في حل مشاكلنا. فأسرع بصناعة المساحيق والكريمات وكل ما يقع في دائرة اهتمامنا وسعينا لتغيير اشكالنا والوانا ، كما خطط لتوظيف مشاكلنا حينا ﻹاستنزافنا وأحيانا كثيرة للسيطرة علينا والتحكم في دولنا واﻹبقاء علينا داخل حظائر الجهل نتنفس غيبوبة التبعية.
إفريقيا وفي معظم دولها تظهر مثلما رسمها أحد الفنانين في شكل إنسان يجهد نفسه ويرهقها في محاولات خلع قناع وجهه اﻷسود وهو يقف فوق تلة من الكنوز وتحاصره مجموعة من اﻷسود المفترسة ، اللوحة تصور بدقة حالنا العاجز عن توظيف الموارد واستعدادنا للسقوط ضحايا لﻷطماع..(الكنوز مواردنا المهملة واﻷسود هي اﻷطماع التي تترصدنا) ، نحن من نشتري مايغير ألواننا ويفسد عقائدنا ويشغلنا عن الحياة الحقيقية بمليارات الدولارات ، ﻷن ثمة مفاهيم جديدة تتسلل إلينا من الخارج بشتى الوسائل تجعلنا نكره الواننا واشكالنا بل واوطاننا وتدفعنا إلي احتقار كل مانملك ونسخر من بعضنا البعض ،بل قد تتحول تلك السخرية الي كراهية ونزاعات متجددة وحروب لاتنتهي .
من يخبرنا ويقنعنا بأن محاولاتنا المرهقة لخلع قناعنا اﻷسود ، واسرافنا في دفع اﻷموال لتغيير أشكالنا والتنكر ﻹانتماءاتنا وكراهية قضاء الله واقداره هي خسراننا المبين ﻷننا نحارب الله ونعترض علي مشيئته ، نحن في حاجة لنعرف أن المطلوب منا هو تصحيح عقائدنا الفاسدة والتخلص من ثقافتنا وأعرافنا السالبة ، والعمل علي مواجهة مشاكلنا وابتكار الحلول والحرص علي حماية مواردنا وتوظيفها بدقة ح تي يصبح سوادنا رمزا للسيادة وعزة النفس والقوة والجسارة.
حينها سيعترف العالم اننا اهل المجد وأصحاب الحضارة ، فيا من تقرأ هذه الحروف من اهل السودان وكل أفريقيا ارجوك توقف عن محاولاتك لتغيير شكلك او الهروب من وطنك عبر السنابك والمراكب والبحار بحثا عن واقع جديد فلماذا لا تفكر في أن البلدان التي تهرب إليها عبر البحار وصلت إلى الرفاهية بالتفكير والجرأة وبنت مجدها وتطورها من موارد وطنك الذي تهرب أنت منه ظنا منك أن الثروة والمال هناك بينما أموالهم وثرواتهم هي من أرضك ووطنك أنت.. أرجوك لا تحارب الله ، ولكن حارب الجهل والغباء والعجز الذي يسيطر عليك وتخلص من اﻷوهام فأنت السيد وأنت صاحب الثروات ولكن متى تدرك ذلك؟؟