الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]السودان وطن تحت التهكير

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]السودان وطن تحت التهكير

الخليفة

والتهكير بلغة علم الحواسيب وتقانات الأجهزة الذكية، هو تسلل فيرس يصيب العقل المدبر للحاسوب أو الموبايل بعلة مدمرة تشوه الذاكرة أو تعطلها، أو تمسح كل المخزون من معلومات،حتي يكون العجز الكامل هو المسيطر تماما.
الآن يبدو واضحا للعيان ان السودان قد تعرض بالفعل لعملية تهكير خطيرة للغاية، فهو الآن رهين لسيطرة فايرس مدمر وهكر خطير أفرغ العقل الجمعي للسودان من كل مشاريعه القومية ،وجرد ذاكرته من كل نظم التخطيط ومسح كل برامجه السياسية والإقتصادية ، الثقافية، والرياضية، والإجتماعية.وكأن السودان الآن وطن بلا ذاكرة ولا مذاكرة ، وطن هائم بلا هوية، وشعب طالته عمليات فرمطة كاملة.
السودان وبفعل الهكر الخطير يبدو الآن عاجزا تماما ،فهو وطن يبحث عن جيشه فلايجده، كما عهده جيشا قوميا قويا لا يقبل ولا يسامح من يحاول سرقة هيبته ورتبه ودوره وقيادته، ثم أنه وطن يبحث عن شعبه فلا يجده ، لأن التهكير قد تسبب في غياب القادة الوطنيين و السياسين الحكماء وزعماء الطوائف والإدارات الأهلية، وكبار العلماء والمفكرين ، فقد سمح التهكير للمهرجين والموهومين، والمتسلقين والعملاء أن يسيطروا علي كل شيئ.
ثمة أسئلة تحتاج إلي إجابة ، وأول تلك الأسئلة من هم الذين ، سمحوا للهكر بالتسلل إلي عقل الوطن وتخريب ذاكرته (الهارديسك ) وما هو الفيروس الذي أوصل السودان إلي مرحلة العجز والغياب والغيبوبة الكاملة.
والإجابة المؤسفة هي أن من سمح للهكر بالتسلل هم بعض أبناء هذا الوطن الذين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان وارتضوا لأنفسهم الذلة والعمالة والخيانة العظمي ضد وطنهم وشعبهم ، هم بعض السياسيين ،وبعض المثقفين، وكثير من المرتزقة المأجورين ،وهم يعرفون أنفسهم تماما وإن اختبأوا خلف الشعارات المزيفة، أما الفيروس فهو قادة بلا مواصفات قيادة ،وحركات مسلحة ،لا علاقة لها بالنضال ولكنها تحسن تجارة الحروب ، وعلماء بلا علم ، وخبراء بلاخبرة، وسياسيون بلا سياسة ولا كياسة، ولصوص يسرقون قوت الشعب ومستقبل الشباب ويستبدلون أمن وسلام الوطن بالحزن والخوف والخراب.
المطلوب الآن أن ينتشل السودان من سيطرة التهكير على وجه السرعة، وما يحتاجه الوطن الآن التخلص من التهكير لأنه من المستحيل أن يتحقق أمن وسلام وتعمير مع وجود التهكير، كما يصعب تحت سطوة التهكير أن نكسب شيئا سوي الخراب والتدمير.