المنزلة بين المنزلتين هي منطقة معلقة بين الجنة والنار ، أول من ابتكرها هو واصل بن عطاء صاحب مذهب المعتزلة وهو تلميذ الحسن البصري الفقيه المعروف في العهد الذي تلي التابعين.
وواصل أول المنحرفين في فهم الدين باعتماده علي العقل وجعله ميزانا لفهم النص القرآني وموجها وحكما علي معتقداتنا وقد اعتزل واصل استاذه الحسن البصري عندما اختلف معه في حكم مرتكبي الكبائر من اﻵثام.
فأدعي أن مرتكب الكبيرة يكون معلقا في المنزلة بين المنزلتين والمنزلتين هما بالطبع الجنة والنار ، والمنزلة المعلقة بين المنزلتين هي من بنات أفكار عقل واصل بن عطاء والذي انتهى به إعمال عقله إلى أخطر فتنة في تاريخ اﻹسلام.
وهي فتنة خلق القرآن (أي القرآن مخلوق) والعياذ بالله من مثل هكذا انحراف عن جادة الطريق. وفكر المعتزلة ومنهجهم ابطله اميز تلاميذ واصل نفسه وهو أبو الحسن اﻷشعري صاحب مدرسة الفكر السني المنضبط بالنص والملتزم بموجهات الرسول صل الله عليه وسلم.
قلنا كلامنا في السطور أعلاه
ليعرف الناس حكاية المنزلة المعلقة بين المنزلتين ولنكتشف أنها المنزلة التي تناسب وضع السودان اﻵن وبعد مرور مايقارب الثلاث سنوات من ثورته المجيدة ، المعلقة بين المنزلتين
ويكاد ان يكون وصفنا مناسبا جدا ، إذ ان السمة الغالبة للقضايا الوطنية ومطالب الشعب معلقة ،
وهي العشرات من القضايا الهامة
نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر
* إختيار رئيس للقضاء
* إنشاء المحكمة الدستورية
* أختيار مجلس تشريعي يمثل التيارات السياسية للفترة اﻹنتقالية
* إنتظار نتيجة لجنة التحقيق في فض اﻹعتصام.
* تأخر عمليات الدمج والتسريح للحركات المسلحة وإعادة بناء جيش وطني واحد.
* انتظار تأسيس مفوضية محاربة الفساد .
* غياب اﻷثر اﻹيجابي للقروض والمنح واﻷموال المصادرة علي الوضع اﻹقتصادي وعلى تحسين الخدمات الضرورية لمعاش الناس.
* ازدواجية الموقف تجاه سد النهضة ضده مع مصر ومعه ﻷننا ننتظر اثيوبيا ان تمدنا بالكهرباء منه.
ويمكن ان نقول بأن السودان وطن معلق في المنزلة بين المنزلتين ويظهر ذلك جليا في تصريحات حكومته بأن السودان قد عاد ليضم من جديد للمجتمع الدولي.
بل ان الحكومة قد جعلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة واﻹتحاد الأوروبي شركاء ناشطين في إدارة البلاد، ولكن تفاجأ الشعب بقرار مجلس اﻷمن والدفاع الوطني وإعلانه الصريح يوم امس رفضه الهيمنة الخارجية وارتهان السودان ﻷي جهات خارجية.