الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: تردى في كل الخدمات!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: تردى في كل الخدمات!!

صلاح حبيب

إن ثورة ديسمبر المجيدة التى تقترب من عامها الثالث لم نشهد أي تقدم لها فى شئ فكل الخدمات من كهرباء ومياه ونفايات وصحة بيئة وصرف صحي في حالة تردى شديد ولم تسلم أي خدمة من ذلك.
فالمشكلة التي كانت سببا فى سقوط نظام الإنقاذ الخبز وشحه وكذلك الوقود والنقود لم يطرأ عليها جديد ،فالثالوث الذي أسقط الإنقاذ لم نلحظ أي تقدم في اى واحده منها،فظل الشعب متمسك بثورته على أمل إن يحدث الانفراج، لكن للأسف كل يوم يمر الحالة تزداد سوءا.
فأزمة الخبز تطاولت وحتى حينما حاول وزير الصناعة حلها كان الحل هو الأسوأ في الخبز الموجود بالمخابز لا يصمد أربعة ساعات بعد خروجه من المخبز ،اما العملات الاجنبية فظل الدولار فى ارتفاع يومي حتى تجاوز الخمسمائة جنيه والدولة فى حالة سكون لم يفتح الله عليها بأى نوع من الحلول.
المواصلات التى كانت فى قمة أزمتها وارتفاع سعر التعريفة التي تجاوزت الخمسة جنيهات الان اى مشوار بالمواصلات العامة لا يقل عن مائة جنيه اما اذا كنت متعدد المشاوير من الحاج يوسف للعربى لامدرمان او الى العمارات فلابد ان تحمل معك الف جنيه لتلك المشاوير ،فاصحاب المركبات والكمسنجية هم من يحددون التعريفة بينما ادارة النقل والبترول كان الامر لا يعنيها وحتى الاجهزة الشرطية اذا حدث خلاف بين المواطنين وصاحب المركبة فلن يجدوا الحل من تلك الاجهزة، ان ثورة ديسمبر العظيمة كانت كارثة على الشعب السودانى فالسوق درجة حرارته فاقت الخمسين فى المية او ازيد فكل السلع الاستهلاكية فى حالة ارتفاع يومي.
فاذا نظرنا فقط الى الخضروات فلن تستطيع شراء ملوخية بعشرة جنيهات او عشرين كما كان فى السابق فلابد ان تدفع أكثر من مائتين جنيه لشراء ملوخية او اسود او بطاطس لوجبة واحدة، وكذلك الطماطم الذى بلغ سعر الكيلو منه ستمائة جنيه والعجورة مائتين جنيه على الرغم من ان كل الخضار مزروع بأرض سودانية ومروى بماء سودانى فلم يستجلب من مصر او تركيا او الصين فلا أدرى من الذى يضع التسعيرة لتلك الخضروات.
فالمواطن لم يتعلم ثقافة المقاطعة والحكومة لم تتحرك لوقف الارتفاع الجنوني في الاسعار، اما البيئة فحدث بلا حرج فالنفايات تغطى كل الطرقات والأحياء أصبحت مكبات للنفايات مما شوه صورة المدينة، وكأننا في العصور الوسطى عربات النفايات لا تدخل الأحياء وتكتفى أحيانا بنقل النفايات بالطرق الرئيسية ولكن نقل عشوائى فقط لمن وضع على الاكياس اما الباقى فيترك في محله للقطط والكلاب وأولاد الشوارع.
ان الخدمات فى ولاية الخرطوم صفر كبير فلا الوالى ولا الوزراء المعنيين تحركوا لمعالجة الخلل،اما الكهرباء فقد عاد المواطن الى استخدام المولدات على مستوى الاحياء والاسواق فالداخل إلى الأسواق كأنه فى مصنع من المصانع من ازيز المولدات، ولا ندرى كيف يتحصل المواطنين على الوقود لتشغيلها فى ظل ارتفاع أسعار المواد البترولية فهذا لمن لديهم المولدات ام باقى المواطنين فعليهم الانتظار عشر ساعات بالليل او النهار بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ان الحالة التى عليها المواطن الان لا حياة فكل مقومات الحياة الكريمة منعدمة تماما ولا ادرى لماذا يجلس المسؤولين على كراسيهم فى ظل هذا التردى؟ لماذا لا يستقيل الوزير او المسؤول اذا عجز عن الاصلاح؟ لماذا لا يترك موقعه لمن هو اقدر وافيد منه؟ ان الوضع الان لايعجب اى مواطن ينشد الحياة الكريمة.
ولذلك نلاحظ آلاف المواطنين خرجوا الى مصر وتركيا واوربا ليقضوا باقى حياتهم فى امن وسلام واستقرار، لان اللصوص ومروعي المواطنين استغلوا غياب هيبة الدولة فعاسوا فسادا فيها ينهبون ويقتلون ولا حياة لمن تنادى،هل يحس وزراء الحكومة الانتقالية او يشعرون بمعاناة المواطنين لا اظن.