في الوسائط ومن داخل غرف مختلفة يدور الحديث حول العودة الى منبر جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب والاقتتال في السودان …
كان هذا المنبر يوما ماذا قيمة واهمية. وكان معولا عليه ان يتوصل الى تفاهمات توقف الحرب وتنهي معاناة السودان عامة واهل الخرطوم وبعض ولايات دارفور على وجه الخصوص قبل عدة شهور من الان …
أقر المنبر عددا من اتفاقيات الهدنة التي لو تم تنفيذها كما ورد ما فيها من بنود لإنهاء الاقتتال لتوقفت الحرب قبل شهور ولكن التمرد رفض والوسطاء تراخوا تجاه تنصله ومضيه في الانتهاكات والتمسك بالبقاء في بيوت الناس والمؤسسات .
ما يتم تداوله حول استئناف التفاوض عبر هذا المنبر الان لا نجد له سندا ولا ارجلا يقف عليها من الأساس فالتفاوض كان أصلا بين ممثلين عن الحكومة وممثلين عما كان يعرف بالدعم السريع وقد تم حل هذا الجسم بقرار من رئيس المجلس السيادي فهل تتفاوض الحكومة مع جسم غير موجود بالنسبة لها؟؟ ثم ان الولايات المتحدة أحد المسهلين فرضت عقوبات على بعض قيادات هذا الجسم بعد تأكدها مما ارتكبوه من جرائم وانتهاكات موثقة وهي تتجه لتصنيف كل هذه الجماعة جماعة إرهابية فهل ستجلس معهم على طاولة واحدة في منبر جدة؟؟
تلك أسئلة طرحناها لنجد الإجابة عن كيف يمكن لمنبر جدة ان يستأنف أعماله لوقف الحرب . اما مع من فإن كل الوقائع والشواهد والمعلومات تؤكد ان التمرد قد انتهى ولا وجود لقوات تقاتل في الخرطوم عدا قلة من قطاع الطرق ومعتادي النهب والإجرام وإن الخرطوم بدأت تستعيد أهلها وساكنيها من جديد…
الأخبار والصور والفيديوهات خلال اليومين الماضيين تحكي عن عودة الأذان الى مساجد اغلقها المتمردون وأن الصلاة عادت بعد ان منع التمرد الناس حتى من الذهاب الى المساجد لأداء الصلاة …
بعض الاسر دخلت بيوتها في الخرطوم والبعوض نحر الذبائح والكرامات احتفالا بعودتهم الى الديار فيما أظهرت مقاطع أخرى دخول البصات بعدد أكبر مكان الى الخرطوم وعلى متنها العائدون الى مختلف البقاع في الخرطوم..
كل هذا يقول ان التمرد انتهى أو انحسر ولم تتبق إلا بعض جيوب معتادي الإجرام فمع من يكون التفاوض من خلال منبر جدة اذا ما قدر له الاستئناف؟؟
ما نراه ان هذا المنبر لم يعد صالحا منبر لإنهاء الحرب في الخرطوم بعد ان تلكا في انهائها سابقا وقد تم حسمها اليوم بواسطة الجيش السوداني..
ما نراه ان منبر جدة يمكنه ان يلعب دورا مختلفا عن دوره الذي نشأ لأجله وفشل فيه.. من الممكن ان يتم تطوير الفكرة لإيجاد صيغة ووثيقة يتحاكم اليها كل السودانيين.. من الممكن ان يتحول المنبر الى مؤتمر سياسي سوداني عام وبترتيبات جديدة تتيح لكل القوى السياسية السودانية والمجتمعة المشاركة في التوصل الى صيغة يحكم بها السودان ووثيقة يتحاكم اليها الجميع ويشهد عليها المجتمع الدولي الذي يتكفل بردع كل من يخرج عليها أو يسعى لتقويضها وبتفويض من كل هذه المكونات السودانية..
وما هو أهم هنا الا يتم استثناء أحدا من المشاركة حتى لا ينجو من العقاب بحجة انه لم يفوض ولم يكن مشاركا إذا ما سعى لتقويض ما تم التوافق عليه…
وكان الله في عون الجميع