الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]: عيد الام:احتفال كل يوم

كتبت[نعمات النعيم]: عيد الام:احتفال كل يوم

النعيم1

publicize twitter facebook]

نعمات النعيم
تبعثرت حروف الضاد وضاعت كلماتها مني عجزت أن أجمع كلمات قلائل أهنئ بها كل أمهاتي وكل أم في مشارق الأرض ومغاربها . باءت كل محاولاتي بالفشل أن أجد من المفردات ما يسعفني ويساعدني في عكس مايدور بخلدي وما يعتلج في صدري. يصعب الكلام عن الأم يصفها البعض ظلما بأنها مدرسة .
في ظني أن المدرسة تنتهي بنهاية اليوم والعام الدراسي،لكن مدرسة الأم تظل أبوابها مشرعة …يتصل نهارها بليلها دون كلل او ملل .لا شروط تسجيل ولا رسوم دراسة…لا نهاية عام دراسي وعطلة صيف . هي (بحر المودة وكتين يفيض). هي الترس المنيع في زمن الدميرة .
هي حائط الصد المدافع القوى.الأم بلسم للمريض.سند للمحتاج …هي مجلس الشورى.هي محكمة العدل.هي خزينة الأسرار.هي المستشار والخبير والمحلل والمعلم ومهندس كل العلاقات الإنسانية.
نعم هي الأم ….نفخر ونفاخر بها بين الأمم والشعوب .الأم قصة لم تكتمل فصولها ….حلم لم يتحقق….حديث عذب لم يتواصل….سر غامض لن تجد تفسيره عند كل حكماء الدنيا …حوار لن تستطيع تحديد أجندته.هي بوصلة الأسرة لا يستطيع أي فرد التحرك دونها.
أكتب اليوم عن أمي في عيدها حيث يحتفل كل العالم ..يتبادل الجميع أجمل الكلمات في احتفالهم بعيد الأم …نعم يحتفلون في غيابك أمى ..يبعثون اجمل الرسائل فى غيابك أمى.غيابك جسدا ،لكنك حضورا جميلا أنيقا في دواخلنا ..أمي( هجوة) الإنسانة الخلوقة الطيبة ذات الأدب الجم،الهدوء، الصوت الخفيض تجبرك أن تقف أمامها إحتراما وإجلالا والذي ينبع من احترامها لذاتها ..عذرا أمي فالعالم يحتفل اليوم بعيد الأم يومآ واحدآ في العام ،وكنت أحتفل بك كل لحظة وكل حين.
عذرآ أمي لم يكتمل حديثنا وحوارنا بعد فقد ذهبتي وتركتي لنا الأحزان والذكريات ،لكنك باقية فينا ما دمنا علي وجه البسيطة هذه .ذهبت أمي وتركتنى مع أمي الثانية (عالية ) شقيقتي التحية لها ولك الأمهات ولكل امهات بلادي.التحية لهن وهن يقمن بأدوار متعددة داخل الأسرة هي الأم والأب والعائل والمربى الفاضل.
.التحية لكل أم سهرت ومازالت .أعطت ومازالت .تعبت ومازالت …لكنها لم تستسلم لتغلبات الزمن ..العطاء عندها بلا حدود …العطاء بلا مقابل…لا تنظر الثمن …الأم قيمة عالية كنز من كنوز الدنيا …لا نستطيع أن نوفيها حقها مهما طال الزمن أو قصر. الأم نهر لا ينتهي عند المصب كبقية الأنهار…بحر بلا سواحل نهر بلا شطآن.حديث لا ولن يكتمل.
دعونا نترحم على أمهاتنا اللاتي فارقن الدنيا …ونتمنى دوام الصحة والعافية لمن هن على قيد الحياة …أمى ثم أمى ثم أمى حتى آخر يوم في عمري.