يأتينا الصباح بنعم كثيرة نجهلها او نتغافل وجودها …نعمة الصحة ….نعمة العقل لنكن من عباد الله الشاكرين . تفاءلنا بمطلع العام ٢٠٢٣ ودعونا غيرنا بأن تفاءلوا بالخير تجدوه .
كذلك تأتينا اخبار الصباح وكل يوم بالجديد (المثير الخطر ) هكذا يقول الشعراء في بلادي. يتكرر المشهد وتتناقل وسائل الإعلام ووسائطه اخبار المجتمع من قادته وساسته إلى كل مكوناته الاجتماعية في كل بقاع الوطن. تزيد سعادتنا حينما تأتينا اخبار عودة مدبغة الجلود بمارنجان بولاية الجزيرة للعمل من جديد مطلع فبراير لعمري هو النجاح بعينه .
نتوقف فى محطات كتاباتنا عند صغرى المحطات ( السنده كما يسميها أهل السكة حديد) و(القطار دور حديدو ومن قلبي شال زولي البريدو الفراقو على حار) لنا عودة للسكة حديد في مساحة قادمة .نتوقف لنسلط الضوء .نبحث نناقش اهل الخبرة والرأي السديد علنا نخرج من النفق المظلم الى آفاق التنمية.
تعنى عودة مدبغة مارنجان للجلود للعمل مطلع فبراير بحسب التقارير الصحفية ضربة بداية انتعاش قطاع الثروة الحيوانية هذا الكنز المفقود.
يمتلك السودان من الثروة الحيوانية ما يجعله منبع غذاء العالم وليس سلة غذاء العالم فقط .ثروة حيوانية تسبقنا فقط أثيوبيا من حيث الحجم .وتسبقنا دول أخرى في الاستفادة من صادر هذه الثروة الحيوانية نكتفي نحن بتصدير الحيوانات لينعم غيرنا بكل مكونات هذه الحيوانات جلودها وبرها وحتى أظافرها لتنوع الإنتاج ويأتينا بواردات باهظة الثمن.
عودة مدبغة مارنجان للجلود تعنى توفير فرص عمل لأهل المنطقة وما جاورها .تعني قيام خدمات اجتماعية ونشاط اقتصادي موازي من خدمات تقدم للعاملين بالمدبغة والمنطقة المحيطة بها ليمتد إنتاج المدبغة داعما لصناعة الجلود السودانية ذات الجودة العالية ( وهكذا كل المنتجات السودانية التي نفاخر ونفتخر بها بين الأمم إن أحسنا جودة تقديمها للأسواق العالمية).
دعونا نبعد قليلا من سب وشتم قادة وقيادات الدولة السودانية التي تبحث عن الاستقرار والأمن. يمثل قادة الدولة افراد تحسبهم على أصابع اليد الواحدة ، يحكمون اليوم يأتي غيرهم غدا. علينا ان نركز في بناء الدولة وليس حرب المسئولين بها ( قد نتفق او نختلف معهم ) في كيفية إدارة الدولة والفشل الذى ظل يلاحق الحكومات كأنها لعنة الأجداد تطاردهم.
دعونا نعزز قيم الوطنية فينا ونحمى مواردنا الطبيعية والبشرية.
دعونا نجعل من عودة مدبغة مارنجان للجلود بولاية الجزيرة الخضراء نقطة انطلاق لدعم الإنتاج المحلى حتى تزيد نسبة ٢% في الإنتاج المحلى كما ورد في تقارير البنك الدولي ( نفرد لمدبغة مارنجان مساحة قادمة بعد مزاولة العمل بها ).
ثروتنا الحيوانية بكل مميزاتها وجودتها فهي كنز مفقود طالما لم نحسن التعامل معها.