الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:هويتنا في أصالتنا

كتبت[نعمات النعيم]:هويتنا في أصالتنا

النعيم1

أصبح العالم غرفة رقمية بفضل تطور التكنولوجيا حيث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعى تشكل منافسا حقيقيا للإعلام الرسمى والخاص بكل أشكاله ومسمياته.لم تعد المعلومة حصريآ علي وكالات انباء وفضائيات وإذاعات او حتي صحافة مطبوعة الكل يمارس النشر بكل انواعه من تغريدات الي نصوص مكتوبة ومسموعة او فيديوهات الكل يعبر عن رأيه وثقافته وقناعاته الشخصية.
تطل علينا عبر الاسافير كل يوم وكل حين العديد من الرسائل بعض منها ذات مضامين وأهداف تتناول قضايا حيوية تلامس حياة المواطن .وأخرى لا تثمن ولا تغني من جوع. هكذا الفضاء الإسفيري يصعب التحكم فيه ومايبثه من درر وجميل الكلام بكل لغات العالم التي نعرفها والتي نجهلها، بينما تأتيك رسائل أخري تجعلك ترفع حاجب الدهشة أحيانا وتصاب بالدوار والغثيان في أحايين أخرى.
يتسارع إيقاع الحياة وتصبح المعلومة السريعة الخاطفة هي المطلوبة مهما كانت نتائجها سلبا أو إيجابا .يلفت انتباهي ما تبثه الأسافير لشباب ثائر وشابات يتوحشن ثوب الحرية المهترئ ليتم نشر رسائل تخطت حاجز الصمت والمسكوت عنه لتخاطبنا بلغة ومفردات وعبارات تخدش الحياء.الكلمة كالرصاصة تصيب الهدف ولا ترجع،لا تخاطب العقل ولا الوجدان فقط لكنها تؤثر سلبآ طالما ليس هناك رقيب ولا حسيب.
ليت شبابنا يستفيد من هذه التقنية المتقدمة والتي اختصرت الزمن في ثوانى لبث رسائل تظل تتردد علي مسامعنا كل لحظة وكل حين .لم يعد المتلقي يحتمل صراخ وعويل من ضاقت به ذرعا ساحات الحرية والسلام والعدالة .الحرية لا تعني الفوضى …لا تعني المجاهرة بالسوء لا تعنى الخروج عن اللباقة والذوق العام .ليت شبابننا يستغل هذه الحرية في التعبير عن رأى سديد ومطالب حقيقية.هذا الجيل الثائر والذي يتمرد علي قيم ومبادئ تعزز هوية الانتماء للوطن الواحد .الوطن الذى تغني له عمالقة الفن ذاك الفن الذى جعل الوطن في حدقات العيون.
مجموعة أسئلة نطرحها لماذا الإنزلاق والإنحدار الأخلاقي في مجتمع الفضيلة ؟هل هو الاستلاب الفكري والغزو الثقافى؟ هل مطلوب منا ان نكون امة مستقبله لثقافات الآخر؟
دعوتنا ان نجعل من حضارتنا تراثنا وأدبنا ثقافتنا وتنوع عاداتنا وتقاليدنا هي المحرك الأول والمحفز والدافع القوى لعكس واقعنا …تتنوع مواردنا ومناخاتنا وجغرافيتنا وقبائلنا وحسناتنا ولهجتنا بألواننا لكنها تتشابه وتجتمع عند نقطة التقاء واحدة وهى السودان الوطن …السودان العشق المسموح به وليس الممنوع .سودان يسع الجميع.
ودعوتنا ايضا لشبابنا وشاباتنا ان نجعل من وسائل التواصل الإجتماعى نقطة إنطلاق للتعريف بهويتنا وثقافتنا وسياحتنا واصالتنا وارثنا وتراثنا.