تتوجّه الأنظار هذه الأيام إلى دولة قطر الشقيقة ، حيث افتُتِحت بطولة كأس العالم 2022 ، يوم 20 نوفمبر الماضي والتي ستستمر فعالياتها حتى 18 ديسمبر الجاري ، وتُعتبر النسخة 22 منذ قيام بطولة لكأس العالم في العام 1930 ، وبالرغم من أنها المرة الأولى في تاريخ كأس العالم، يتعرّض منتخب الدولة المضيفة للهزيمة ، إلّا أنّ دولة قطر قد عوّضت ذلك بِتميُّزِها في نسخة كأس العالم 2022 بأحدي عشرة ميزة ، بعدد لاعبي (العِنّابي) داخل الملعب ، وهي :
() إنّها النسخة الأولى التي تستضيفها منطقة الشرق الأوسط في تاريخ البطولة الذي يبلغ إثنين وتسعين عاماً .
() إنّها النسخة الأولى التي يصرِّح فيها رئيس الفيفا، في شخص السيد “غياني إنفانتينو”، والفرحة تغمره ، حين قال لوسائل الإعلام العالمية (أشعر اليوم أنني قطري.. أشعر بأنني عربي.. أشعر بأنني إفريقي.. أشعر بأنني من ذوي الاحتياجات الخاصة.. أشعر بأنني عامل مهاجر)! .
() إنّها النسخة التي ولأوّل مرّة تقام في بلد عربي مسلم.
() إنّه ولأول مرة في تاريخه يجيئ كأس العالم رائعاً ومعبِّراً عن تجمُّع ثقافات العالم أجمع في استاد البيت ، “الخيمة العربية” التي أثارت إعجاب الجمهور الرياضي ، لدرجة أنّ وزير الخارجية المكسيكي ، الذي تستضيف بلاده، مونديال كأس العالم للعام 2026 ، قال في تغريدة على تويتر ، من داخل “البيت”: (أُفكِّر في الإفتتاح الذي سيتعيّن علينا القيام به في 2026) .
() أوّل نسخة من كأس العالم تُقام في فصل الشتاء ، من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر 2022 ، لتكون تجربة مُميّزة للغاية، تهيئ طقساً جميلاً رائعاً لجميع الضيوف من مختلف بقاع الكرة الأرضية ، لمشاهدة كرة القدم في الدوحة القطرية.
() حرص دولة قطر بجعل كأس العالم 2022 أوّل مونديال يوفِّر بيئةً صحيّة دون إنبعاثات كربونية، تغيِّر المناخ وتداعياته الكارثية ، حيث وضعت اللجنة المنظِّمة للبطولة أحدث الوسائل التقنية وأساليب احتواء تلك الإنبعاثات الكربونية، مثل زراعة 697 ألف شتلة ، و16 ألف شجرة لهذا الغرض . وتم وضع تلك النباتات في محيط الأستادات ومناطق تجمُّع المُشجِّعين ، لامتصاص آلاف الأطنان من انبعاثات الكربون .
() لأوّل مرّة يقام كأس العالم لكرة القدم في بلدٍ مسلم، وبالتالي فإنّها أوّل مرّة يصدر فيها الاتحاد الدولي (فيفا) قراراً بمنع تناول الكحول أثناء حضور مباريات المونديال ، كما أنّه محظور قانوناً في قطر ، الظهور مخموراً في مكان عام، كما هو الحال في أغلب الدول المسلمة ، الأمر الذي وجد استحساناً وقبولاً حتى من معتادي تلك الممارسات.
() لأوّل مرّة في تاريخ كأس العالم يستطيع الجمهور حضور مباراتين في الأستاد ، في يوم واحد ، وربما ثلاث مباريات ، نظراً لقرب المسافة بين الأستادات الثمانية التي تقام عليها المباريات.
() لأوّل مرّة في تاريخ كأس العالم تُقام البطولة في مدينة واحدة هي الدوحة.
() لأوّل مرّة في تاريخ كأس العالم تستطيع المنتخبات الإستفادة من “خمس” تبديلات وليس “ثلاث” فقط ، كما كان معتاداً في النسخ الواحدة والعشرين الماضية.
() تجمُّع آلاف العمال المهاجرين في أحد الملاعب بالعاصمة القطرية الدوحة، لمشاهدة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم، حيث التقطوا صور “السيلفي” من المدرجات واستمتعوا بالجلوس على الميادين الخضراء الجميلة.
آخر السطور :
شكراً لقطر التي أزالت صورة كانت غاتمة وباهتة عن العرب والإسلام ، كان يتوجّس منها العالم الغربي والشرقي ، حين شهدوا على مرأي ومسمع الكرم العربي وسماحة الإسلام ، وأذان الفجر ، والنظام والمحبّة والسلام .
وشكراً لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو يعتلي مدرجات أستاد “لوسيل” قبل أيام ، رافعاً ومتوشحاً علم المملكة العربية السعودية تعبيراً عن فوزها على الإرجنتين ، وأمس وفي ملعب “الثمامة” يحتفل الأمير المفدَّي الشيخ تميم بتأهُّل منتخب المغرب (أُسود الأطلس) إلى الدور الثاني في بطولة كأس العالم 2022، بعد فوزه على كندا، وتصدُّر المجموعة السادسة في البطولة، ووسط أجواء حماسية وفرحة ونخوة عربية، رفع الشيخ تميم علم المغرب تعبيراً عن سعادته بذلك، وبصنيعه الجميل ، الكبير في مبناه ومعناه ، يكون الشيخ التميم قد نجح في جمع شمل العرب وإسعاد الشعوب العربية، حين فشلت في ذلك السياسة وقمم الخليج العربي والجامعة العربية.
وإن كان “العنّابي” قد فشل كروياً، فالفشل هو التجربة التي تسبق النجاح، فقد أعدّت قطر بيئة أرضية خصبة صالحة لكرة القدم ، واستفادت من ذلك المران العالمي الممتاز ، لتعود بقوة في كأس العالم في نسخته الثالثة والعشرين بالمكسيك ، وكسر حاجز ، لا كبير في ممارسة “المُدوّرة”.
وعاشت دوحة العرب والعالم أجمع، وهي تُسعِد ذلك العالم هذه الأيام ، وتنسيه أجواء الحروب والمآسي والآلام .