العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا دمرت صواريخها (كييف).. ولكن آثارها الكارثية وصلت إلى كل أركان العالم.. إن (كييف) وبقية المدن الاوكرانية ليست وحدها المحاصرة.. فدول شرقية وغربية.. متقدمة وفقيرة، تهددها المجاعة.. و يحاصرها شبح الجوع..
ومن هذه الدول – للأسف – يقف السودان (سلة غذاء العالم) في أول الطابور الطويل..
لم تفعل حكومات الثورة بقيادة (المعجزة) حمدوك شيئا البتة، بشأن التحضير للموسم الزراعى السابق المطير.. كما لم تفعل شيئا البتة لحصاد الموسم قبله.. ولا غرابة أن يحصد السودان الثمار المرة لاسوأ حكومة مرت علي السودان.. وأسوأ رئيس وزراء سوداني علي الإطلاق ..
الآن لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.. وقد وصلت معدلات الغلاء أرقاما ونسبا فلكية.. والأسعار المصابة بالسعار لا تكاد تستقر على حال.. ومعها يقود السيد الدولار مسيرته الظافرة في مشوار( الألف ) لإذلال الجنيه السوداني الخانع الذليل..
و(الحكومة من غير شغل مشغولة) كما يقول الشاعر..
كان يتعين على البرهان أن يشكل حكومة (أزمة ).. حكومة (حرب) عديلة.. من أصلب العناصر. حكومة هدفها الأول مجابهة المجاعة.. حكومة تبادر بوضع يدها على المخزون الإستراتيجي الذي عبثت به الليالي القحطية.. وتمنع المنظمات العالمية المتآمرة من شراء أي ذرة محلية .. إنها منظمات بدأت حربها الضروس علينا، يوم سمح لها – البدوي- بشراء الذرة مقابل القمح..
لا نريد قمحا غير سوداني من اليوم وإلى إشعار آخر .. شعار يتعين على البرهان أن يجعله بمستوى شعارنا التاريخي (نأكل مما نزرع) ..
كان على (البرهان وحميدتي) أن يطلبوا من دول الخليج بكل قوة وصراحة ووضوح أن تمول المواسم الزراعية.. بضمان( الإنتاج).. وأن يتم إيقاف زراعة الأعلاف.. وإغلاق الحدود. وتغليظ عقوبة التهريب.. لحين انجلاء سنين الرمادة القحطاوية، والأزمة الأوكرانية..
لأن في تمويل الخليج الغني بالمال لمواسمنا الزراعية تأمين الإمدادات من الغذاء.. الغذاء الذي كانت تشهره أمريكا كسلاح لم تدرك فحواه دول الخليج ولا السودان.. إلا الآن .. وبعد أن وصل رأس السوط إليهم جميعا..
وبكل قوة عين، ورجالة، وجراءة اطلبوا التمويل للمواسم الزراعية.. فأنتم أصحاب الأرض، والماء.. وهم أصحاب المال .. والنفط..
وقد قالها شيمون بيريز – عليه اللعنة – مهددا العرب ب( أن عليكم أن تتوقعوا يوما يكون فيه جالون الماء عندكم أغلى من برميل النفط عندنا)..
لستم اليد السفلى يا (برهان) .. بالعكس أنتم اليوم.. وغدا اليد العليا.. بل اليد البيضاء..
أوقفوا شراء القمح العالمي.. ودعوا (أسامة داؤد ) يطحن الحصرم والحصى إن شاء .. واطلبوا من الشعب أن يأكل (الفيتريته) أو .. (يموت) ..
فلا خير في أمة لا تأكل مما تزرع..
مولوا المواسم الزراعية.. وابدأوا الآن بالموسم الصيفي..
حتى لا نقول يابرهان.. ( في الصيف ضيعت الصيفي)..!!!