سياسة التهاون كارثة تقتل كل القضايا… وضعف الحكومة يهد كل ما هو موجود…. وغياب العدالة يؤدى إلى سيطرة الظالم…..
بعد فترة قليلة من اكتشاف ١٦٨ جثماناً مجهول الهوية بمشرحة ود مدني.. ظهرت قضية مشرحة مستشفي (الاكاديمي سابقا) التميز بعد انبعاث روائح أثارت غضب الأحياء المجاورة…. على حسب ماورد يو جد ١٩٠ جثة مجهولة الهوية داخل مشرحة المستشفي…. فى غياب تام لوجود رسمي يكشف عن حقيقة الأمر… رغم خطورة القضية التى تثير كثير من التساؤلات المشروعة و الاتهامات….
البعض يرى آنها جثث من ٢٠١٩ لمفقودى مجزرة القيادة… لذلك تحرك ثوار امتداد الدرجة الثالثة نحو المستشفي مطالبين بمعرفة الحقيقة فى خطوة نحو إعلان اعتصام ينتزع الحق من القيادات التى صعدت للسلطة باسم الشهداء …
مازالت الدولة تلتزم الصمت اتجاة قضية المشارح التى تعتبر كارثة انسانية… في الدول المحترمة تؤدي إلى استقالة الحكومة ولدينا لا تؤدي إلى استقالة وكيل وزارة ناهيك عن وزير أو حكومة…. المؤسف أن الإنسان في بلادنا يهان حيا وميتا. المحزن وجود تلك الجثث بهذه الصورة يؤكد انعدام الإنسانية وعدم مراعاة حرمة الميت….
هل سيتم دفنها بدون وجود تقارير توضح لمن وكيف وصلت إلى تلك المشرحة وماهى أسباب الوفاة…. اين النائب العام؟ وقبل ذلك اين وزير العدل الذي يرتفع صوته فى قوانين جدلية ويصمت عندما يختل ميزان العدالة…. اين الحكومة بشقيها المدني والعسكري من تلك الدماء والروائح التى تنبعث من مشارح مكدسة بالجثث….. كثير من التساؤلات ستموت بتشكيل اللجان….
هل هذا رد الجميل لشهداء ومفقودي القيادة اذا صدق ما يتم تداوله….؟
الصمت وتجاوز الأخطأ سيجعلهم يواصلون في التجاهل… انهم الان يلهثون وراء المناصب واتباع سياسات المحاصصة والارضاء… يحاولون اغتيال ثورة عظيمة مهرها الدماء بالمصالح الشخصية و الحزبية و العلاقات الاجتماعية….
أننا ارتكبنا جريمة فى حق الشهداء عندما قلنا نعم بدون وعى و خدعنا بالخطب والتصريحات و صدقنا من صعد المنابر وتحدث عن الحق والعدالة وصفقنا لهم….
اليوم نحصد نتائج افعالنا…..
أستطيع أن أغفر للبشر كل شيء إلاّ الظلم والجحود وانعدام الإنسانية !
دينيس ديدرو
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم