ترى هل مرت ليلة القدر   في ليلة الحادي والعشرين الماضية ام ستكون في ليلة الثالث والعشرين المقبلة ام ليلة الخامس والعشرين التي حانت.
ام ستكون باذن الله كما يتوقعها وينتظرها اغلب المسلمين   في ليلة السابع والعشرين من رمضان المعظم.
وفي كل ليلة في العشر الأواخر يتوقع الصائمون القائمون ان تكون ليلة قدر.وربما يجد المتابعون من الشواهد ما يعضد اشواقهم.
وربما تكون ليلة الجمعة المقبلة هي آخر جمعة في رمضان او الجمعة اليتيمة.. ولكن نهار الرحمتات(او قرقيعان) سيكون الخميس المقبلة وهو يوم خاص بالأطفال وفرحتهم.
وهناك من الدعاة من يؤكد ان ليلة القدر تكون في   ليلة الثالث والعشرين وربما في ليلة الخامس والعشرين من رمضان.. وقال احد الدعاة إن  هناك رؤيا او رؤى كثيرة تؤكد كلامه من اناس كثيرين من معظم الدول الاسلامية.. والله اعلم.
على كل ان جمهرة المسلمين تترقبها في ليلة السابع والعشرين ولديهم من الادلة والشواهد الكثير مما تراكم عندنا خلال السنوات الطويلة التي مرت منذ صوم رمضان المعظم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنّ المجتهدين يترقبونها منذ بدء العشر الأواخر.. ويجتهدون في تلك الأيام اجتهادا عظيما على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا، قَالَتْ: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يُجاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رمضَانَ، ويَقُول: “تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ” متفقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْها رَضِيَ اللَّه عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: تَحرّوْا لَيْلةَ القَدْرِ في الوتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ منْ رمَضَانَ رواهُ البخاريُّ.
 وعَنْهَا رَضَيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ متفقٌ عَلَيهِ.
والرابح الفائز بتلك الليلة العظيمة من اجتهد في مابقي من  الليالي الاخيرة من رمضان.
وهذه الليلة العظيمة ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر.. تستحق كل الجهد والبذل  فهي خير من ألف شهر فهي تعادل 84 عاما. فيا لعظمة تلك الليلة المباركة ويالحظ من  أدركه وفاز بها.

 ولذلك فإن الاجتهاد فيها كان ومازال امرا مطلوبا ومرغوبا.. والحمد لله فإن المساجد في عموم السودان تشهد في هذه الليالي والأيام المباركات إقبالا عظيما على الصلوات وخاصة صلاة العشاء والتراويح والتهجد هذه الأيام.. بعد ان تجاوزنا الكورونا ولعنتها عن المساجد .. والحمد لله من قبل ومن بعد فقد عدنا من جديد في شوق ولهفة الى مساجد الله والصلاة والعبادة في رحابها..

وما أكثر جموع المصلين.. والنساء  خاصة في رحاب المساجد هذه الأيام في صلاة العشاء والتراويح والتهجد.. مشاهد رائعة في كل حي اكدت ان هذا الدين العظيم هو ديننا وحياتنا وليس حالة سياسية او حالة عارضة بل هو شريعة ومنهاجا وفطرة الله التي فطر الناس عليها لاتتغير  ولا تتبدل ولا مزايدة عليها.
والمشهد في الحرمين الشريفين المكي والنبوي يفوق الخيال حيث لا توجد مساحة خالية لقدم في داخل الحرمين وخارجهما من كثرة المعتمرين في الحرم المكي الشريف وزوار محمد صلى الله عليه وسلم في الحرم النبوي الشريف.. وما أعظم فرحة المسلمين بالعودة الى الرحاب الطاهرة المباركة..

 أما إقبال المسلمين على المسجد الاقصى في القدس الشريف فإنه لأمر عجيب تقشعر منه الابدان .. الآلاف من المقدسيين والفلسطينيين في المسجد الاقصى الشريف وفي باحاته وساحاته يجاهدون بكل ما اوتوا من قوة وإيمان وعزم وجهاد ينصرون الاقصى الاسير أمام جحافل الجنود والمستوطنين واسلحتهم وآلياتهم  بصدورهم العارية وهم عزل بلا سلاح إلا سلاح الإيمان وعزة المسلم.
اغتنموا في كل الأحوال ما بقى  من الليالي العشر الأواخر.. فقد تكون من الفائزين وتربح عبادة 84 عاما في ليلة واحدة.. تقدر فيها الاعمار والارزاق…وتنزل فيها الملائكة الى السماء الدنيا ويكثر فيها عدد الذين يعتق الله رقابهم من النار تعظيما لتلك الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم.