*أقرب مستشار لحميدتي كان يمكن أن يذكره بأن مايسميهم بالنظام البائد هم أصحاب الدعوة (بلا منازع) للإنتخابات و الاحتكام لإرادة الشعب، وأنهم أكثر فئات الشعب في التحذير من (الفتنة) التي يتحدث عنها الرجل..وأنهم أصلاً ليسوا طرف في هذه الفترة الإنتقالية (الكئيبة المضطربة)، ولذلك فإن أي عجز في إدارة الدولة، إنما يرجع لقيادة الحكم الحالية والأناقة ولابعير للنظام السابق ومنسوبيه في هذا (الفشل) الذي أقر به حميدتي بعضمة لسانه…أما لماذا هذا (التجني) من جانبه ضد النظام السابق..؟!!
فهذا لاتفسير له غير (جحود) الرجل لدور النظام في إخراجه للدنيا ودعمه وترفيعه في الرتب العسكرية، أم ياتري أن حميدتي يتنكر لعلاقته (الخاصة) مع الرئيس البشير الذي أولاه (الرعاية الكاملة) والدعم المهول لقواته بالمال والسلاح..؟!!
حميدتي لم يكن في حاجة لأن (يستعدي ويخسر) النظام السابق و(منسوبيه الملايين) الذين ساندوه من قبل، تصريحاته التي تحمل هذا (العداء الظاهر) لهم يفقد جراءها ماكان يتمتع به من (شعبية صلبه)، ولن يجدها من الذين (يتقارب) معهم الآن الذين ينتظرون الفرصة المواتية للإنقضاض عليه وهذا ما يخرج من مجالسهم الخاصة، بل هم من (ينفخون) علي نار عداوته مع منسوبي النظام السابق لإحداث (الفتنة الحقيقية)، التي لو استجاب لها من يعنيهم فستكون عواقبها وخيمة علي كل السودان وعليه هو نفسه.
ولأننا لا ننكر (إشادتنا) لبعض أدواره قبل تحوله الأخير، فإننا من هنا نذكر حميدتي أن (قيمته الحقيقة) أن يتخذ (موقعه) في الأعمال الوطنية الخالصة التي ربح منها الكثير وأن يجعل منها (برنامجه الأهم)، وألا يشغل وقته استعداء النظام السابق ومنسوبيه، فالشعب في غالبيته العظمى ومن يتوادد معهم الآن يعلمون أنه واحد منهم وكان شريكهم في الحكم و(رأس السوط) يلحقه في كل ماينسبه إليهم من أخطاء، بل أن من يتقارب معهم الآن (لايثقون) في أي مستقبل قد يجمعهم معه وقد قالها بعضهم صراحة..!!
*إن كان لحميدتي (الحق) في أن (يحب) أو يعادي النظام السابق ومنسوبيه أو أن ينتمي للقحاتة فهذا شأنه و(لا يزعج) النظام السابق ومنسوبيه في شئ ولا يلقون له بالاً. ويبقي (المحك) أن يثبت حميدتي أنه قادر علي تقديم ما يفيد وطنه ودينه وإرادة شعبه، فإن أختار ذلك يكون أخرج نفسه من (حسكنيت) التصريحات التي تثير (السخرية) ضده بين قطاعات الشعب، ويكون تعافي من (إبليس) الذي يجلس بجواره ويسوقه إلى المجهول..!!
سنكتب ونكتب…!!!