الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:رمضان وقبيلة الموسميون

كتبت[نعمات النعيم]:رمضان وقبيلة الموسميون

النعيم1

إحتفل العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها بحلول شهر رمضان المبارك في الأيام الماضية .شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار .هدأت النفوس وأطمانت القلوب الا بذكر الله تطمئن القلوب.بدأ شهر رمضان والعالم يعاني من صراعات داخلية وحروبات حدودية وقضايا دولية إنعكست علي الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية علي شعوب العالم.أقبل رمضان كعادته كل عام ونحن نستعد لقدومه روحيآ ونفسيآ وبدنيآ.
ينصح خبراء الصحة بالصوم لما فيه من فوائد صحية جمة ..كذلك تسمو النفوس وترتقى عن كل صغائر الامور .نتسامح ونتصالح في الشهر الكريم رغم قساوة وضغوط الحياة اليومية وإيقاع الحياة المضطرب بإضطراب الأوضاع السياسية والإقتصادية والتي إنعكست سلبآ وأثرت علي سلوك البعض منا . يمثل شهر الصوم فرصة للإستثمار الأمثل للتفرغ للعبادة والبعد عن ملذات الدنيا فرصة لمزيد من التقرب لله الواحد الأحد. فرصة لتعزيز التكافل والتراحم بيننا .نعم فرص عديدة لايمكن حصرها او الحديث عنها في مقال واحد او حوار او حتي برامج إذاعية أو تلفزيونية .
يغير رمضان بمجيئه خارطة الحياة اليومية حيث يحمل معه بشريات المحبة والسلام بين الناس . تعلو اصوات المآذن فوق المساجد أن حي على الصلاة وما اجملها من صلاة حيث تتسارع الخطى تلبية للنداء .وصلاة التراويح زادنا الحقيقى خلال شهر الصوم..فيه تكثر حلقات الذكر وتمتلئ جنبات وساحات المساجد بالمصلين .نعم يتسابق الكل نحو المساجد خلال شهر رمضان ولكن سرعان مايتنهي الشهر وتتضاءل أعداد المصلين .وينسحب الموسميون .نعم موسميون يرتبط وجودهم داخل المساجد فقط خلال الشهر المبارك ليعودوا الي لهو الحديث ولغوه.
تضج معظم صفحات السوشيال ميديا والمواقع والأسافير بطيب الكلام ،ويتم تبادل الرسائل ذات المضمون العميق وغيره من تغيير يحدث في شهر التوبة والغفران، لكن سرعان ماتختفي تغريدات التهنئة بشهر الصوم والترحم علي الموتي والدعاء بالصحة والعافية لمن هم علي قيد الحياة .. .يتخلي بعضنا عن عادات يومية لها تأثيرها السالب علي دخل وإقتصاد الأسرة،اولها التوقف عن التناول المفرط لبعض انواع المنبهات من مشروبات ساخنة وباردة والتي أصبحت تنافس ضروريات الحياة اليومية .
تمر ايام رمضان بكل جمالها وبهائها وروحانياتها وقليل من يعرف قيمتها ويستثمرها الإستثمار الجيد .دعوتنا ان نواصل بذات النسق ونحافظ علي ترابطنا وتؤاددنا وتراحمنا حتي بعد إنتهاء أيام رمضان ولا نكن موسميين .قبيلة الموسميون لا حدود لها. قبيلة الموسميون لا تغطى رقعة جغرافية بعينها ،ولا لون ولاسحنة محددة .نعم كلنا موسميون نتواصل ونتراحم نتسامح ونتصالح ونتسامي عن صغائر الامور في رمضان وسرعان مانعود لجدالنا وخصامنا وفرقتنا .نعم موسميون طالما تمتلئ المساجد في رمضان بكل شرائح المجتمع الغني قبل الفقير الكبير قبل الصغير ،ولكن ويرتادها كبار السن وبعض الشباب في بقية ايام السنة ..نعم موسميون حين ننكتفي بزيارة الاهل وصلة الارحام في رمضان ونرجع ننشغل بالدنيا وذخرفها عقب شهر رمضان الكرييم.
دعوتنا ان نجعل من شهر رمضان فرصة الإنطلاق نحو الآخر قد يكون أخ، قريب ، حبيب ، صديق ،جار او من يجمعنا به العمل او الدراسة او يشاركنا السكن داخل الحى والمدينة .لا تكن موسمىآ في علاقاتك فقبيلة الموسميون افرادها لايحتاجون المزيد .كل عام والجميع بالف خير.