الرئيسية » المقالات » بالواضح [فتح الرحمن النحاس]:سيناريو اختطاف السودان.. الإسلاميون يسمعون ويبصرون..!!

بالواضح [فتح الرحمن النحاس]:سيناريو اختطاف السودان.. الإسلاميون يسمعون ويبصرون..!!

-النحاس

إسقاط النظام السابق لم يكن البداية ولا النهاية لمؤامرة (اختطاف السودان)…وكانت عيون (المخابرات الأمريكية) تنبأت في بداية الثمانينات بإقتراب الإسلاميين من حكم السودان بالإنتخابات أو بالدبابة، وكانوا يفهمون جيداً أن وراءهم (عقل جبار) هو د. الترابي رحمه الله، وكانوا يفهمون أن (مدرسته المؤثرة) تخرج بإستمرار (كوادر مميزة)، وكان ظنهم أن إسقاط نميري (سيقضي) علي الإسلاميين ومعهم (المشروع الإسلامي) الذي ابتدره الرئيس نميري.
لكن جاءت انتخابات الديمقراطية الثالثة بما لا يشتهي الغرب بزعامة أمريكا، فقد حصل الإسلاميون على (المرتبة الثالثة) في البرلمان واصبحوا القوة الأكثر تأثيراً، فلم يبق أمام أمريكا وقوى أخرى غير تضخيم (تمرد الجنوب) بزعامة قرنق والزحف به نحو الشمال لإحداث المزيد من (الترنح والإنهاك) لكيان الديمقراطية ثم الوصول بها لمرحلة (الموت السريري) ليسهل القضاء عليها بترتيبات محددة تغير كامل خريطة الواقع الوطني والسياسي والديني..!!
إنقلاب 30 يونيو 1989 أجهض (حلم الشيطان) وجعل من الممكن أن يستوي المركب علي جودي (الإرادة الوطنية)، والراحل د. الترابي يقول لي حينذاك 🙁 لن يتركونا نحكم بإرادتنا)… بلي.. فماتزال مؤامرة اختطاف السودان تتخذ المزيد من الأشكال والألوان، فالوطن زاخر بالنعم، (ماء، أرض خصبة، معادن، وثروات حيوانية، وغيرها) ولا سبيل لأن يلتهمها شيطان الإستعمار إن لم يتم القضاء على (المشروع الوطني الإسلامي)، وهذا يتم عبر تعطيل (العقل) الذي يصنعه وهذا يجدونه أكثر (نضجاً وحركة) وسط الإسلاميين، فكان أن فعلوا كل شئ ليسقط النظام السابق ولولا (الأصابع الراجفة) داخله لماسقط هكذا، لكن السقوط نفسه لم يكن (نقمة) علي الإسلاميين، بل الصحيح أنه (نعمة كبري)، أزاحت على الأقل (الستار الكثيف) الذي أخفى خلفه (مصائب) لاتحصي ولاتعد، ويمثل إكتشافها صناعة جديدة (أكثر جودة) للمشروع الوطني الإسلامي..!!
الشيطان لايكف عن الدفع بحلمه المستحيل إلي السودان، وبعد السقوط ظن العملاء والمنتدبين لتحقيق الحلم، يحركون (عاصفة صرصر) لخنق المشروع الوطني بكل ما أوتوا من الأدوات… لكنهم يعجزون حتى الآن، وحربهم الخاسرة ضد الإسلام ترتد عليهم (فشلاً ماحقاً)، والشعب يحاصرهم باللعنات، ولا حيلة لهم غير استفراغ المزيد من الأحقاد والبغضاء ضد الكيزان، والكيزان يتفرجون ويضحكون من (ضحالة) الجمع البائس…وحتي الآن يتكسر حلم الشيطان على (ترس الإسلاميين) وتتمزق مفكراتهم الخاصة الورقة تلو الأخرى…وقد لا يحتاج الإسلاميون يذكرونهم أن أعينهم مفتوحة وآذانهم تلتقط (دبيب النمل)… وإن غداً لناظره قريب..!!
سنكتب ونكتب…!!!