– طرحت عدد من التساؤلات لوزارة الصحة الاتحادية حول طريقة اختيار الملحق الطبى بالقاهرة ولم نجد كالعادة اى إجابة .. و حينما كانت لجنة اختيار الملحق الطبى تدبج تقريرها، كنت اطلع على مرشحى منظمة الصحة العالمية لمنصب الرئيس الاقليمى للمنظمة باقليم شرق المتوسط (كل خطواتها منشورة عبر الانترنت بما فى ذلك السيرة الذاتية لمرشحى الدول) ..
– و بمقارنة بسيطة بين السير الذاتية للمرشحين، وتأكدى من نفاذ حظ السودان من الاختيار، بدأت كتابة مقال بعنوان (من سيحاسب إذا فقد السودان فرصة قيادة منظمة الصحة العالمية باقليم شرق المتوسط ..!)، ولكن عدلت عن ذلك لسبب بسيط وهو ان ذات مرشح السودان كان هو رئيس لجنة اختيار الملحق الطبى بالقاهرة، فبطل العجب واكتفيت بالاسئلة التى لم أجد اجابتها حتى الان ..
– و كما توقعت بالأمس كتب د. أحمد فرح شادول شاكرا من دعموه بالترشح للمنصب قائلا، الأخوة و الاخوات الاعزاء .. لكم وافر الشكر و التقدير و العرفان على دعمكم لي و اهتمامكم و متابعتكم في الترشح لمنصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إقليم الشرق الاوسط و حوض المتوسط مما كان له بالغ الأثر في الاجتهاد و المثابرة .. وقد عملنا بهمة عالية وعزيمة قوية و منتهى المهنية الا ان (الحظ) لم يحالفنا .. و فازت المملكة العربية السعودية و لهم التهنئة و التبريكات و كلنا امل في دعمهم لبرامج السودان و جهوده .. شكري لكل من دعمنا و ساندنا و دعى لنا .. و نسأل الله التوفيق و ان ينعم وطننا بالسلام و الأمن و الاستقرار ..
– تابعنا باهتمام حضور السيد وزير الصحة الاتحادية(المكلف) إلى القاهرة لحضور التصويت لترشيح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية و دعم مرشح السودان (شادول)، الدعم طبعا معنوى لان الوزير المكلف لا علاقة له باجراءات التصويت ..- و بعد ان فشلنا فى الفوز بالمنصب المشار البه، بعد كل تلك الجهود و المثابرة و السجع، الا يحق للشعب السودانى (الفضل) ان يتساءل عن كيفية ترشيح (المرشح) الذى مثل السودان بهذا التنافس الدولى المهم، لشغل ارفع منصب اقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط ..؟! علما بان جميع منسوبي وقيادات وزارة الصحة الذين تمكنا من استطلاعهم لم يعرفوا الا بعد أن تم تقديمة لوزارة الخارجية كمرشح للسودان ..!
– إذن كيف كانت إجراءات الترشيح ؟! و هل تم الإعلان عنها وقبول الطلبات حسب متطلبات الوظيفه ؟! أو حتى التقديم لها أو الإعلان عنها عبر القنوات المعروفة في الوزارة كالمجالس الإستشارية التي ينتسب لها خيرة الإستشاريين في مختلف التخصصات ..؟!- واقع الحال يؤكد بان كل ذلك لم يتم، و لم تكن هنالك لجنة لٱختيار المرشح أو حتى التصويت للمرشحين بل تم تكوين اللجنة بعد أن تم إختياره فقط لدعم الحملة الترويجية لترشيحة بعد أن أصبح الأمر واقع ..
– و الحال هكذا لن نستطيع الإجابة على السؤال البسيط التالى، هل هو الشخص الافضل من حيث المؤهلات العلميه والخبرات العملية و العمل في المنظمات و دعم القطاع الصحي و الأوراق العلمية المنشورة ؟! علما بان القطاع الصحى بالسودان يذخر بقامات وهامات في المجال الطبي و الصحة العامة و لهم بحوث و أوراق علمية تم اعتمادها و تبنيها و كانت إضافة للصحة في كل العالم ..
– راعى الضان ببادية كردفان يعلم بان الحملات المفتوحة للتنافس فى مثل هذه المناصب تحتاج لأكثر من (الحظ) لتفوز فيها، حيث تبدا بالتاهيل العلمى، الخبرات السابقة، التفرد فى دعم النظام الصحى المحلى، الاقليمى و العالمى، و عرض كل ذلك بصورة منظمة و واضحة بالسيرة الذاتية او ملف التنافس ..
– فان راجعنا السيرة الذاتية للمرشحين من السعودية، باكستان، إيران و العراق، فان السيرة الذاتية للمرشح الفائز او بقية المرشحين تجعلنا نحرز (صفر كبير) فى المنافسة، فالسيرة التى قدمناها لمرشحنا تصلح مقال صحفى لتلميع مرشح لدائرة انتخابية و ليس لمثل هذه المحافل التى لها قوالب معلومة يتم ابراز و تنظيم السير الذاتية المعروضة للتنافس فيها، دعك من تواضعها البائن امام باقي المنافسين من السعودية و إيران و غيرها من الدول التى شاركت فى المنافسة .. و حتى من حيث العمر فان اكبر مرشحى الدول المنافسة لم يتجاوز (الخمسينات)، وسنسكت عن عمر مرشحنا، كل ذلك يجعلنا نخذل حتى (الحظ) ان اراد التعاطف معنا ..
بعد اخير :
خلاصة القول، لن ينصلح حال الصحة بالسودان طالما انه يدار بعقلية (التبقى تبقى) التى يتم ممارستها الان، و يجب أن يتم اخضاع القطاع الصحى لموجهات معيارية ملزمة واعادة هيكلته و مراجعة معايير شغل الوظائف القيادية به، و وضع معايير واضحة و ملزمة للترشح بكافة المنابر الدولية و المنظمات ذات الصلة بالصحة، و ان يتم ذلك عبر لجان و ضوابط اعلان معلومة للكافة و بشفافية تامة ان اردنا إصلاح القطاع الصحى بالسودان، و اخيرا، الا يستحق فشل السودان فى الفوز بمقعد رئيس منظمة الصحة العالمية باقليم شرق المتوسط لتحقيق شفاف وواضح لتحديد الاسباب الحقيقية لهذا الفشل الذريع ..؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين