قامت مجموعة من الشباب بمدينة شرق النيل بالسودان بإطلاق مبادرة، شباب 20 لتجهيز الحقيبة الرمضانية ، عن طريق غسل العربات، وتجهيز الحقائب بالعائد المالي للأسر المحتاجة. وحمل الشباب لافتة كتب عليها: “غسل عربيتك وساهم معنا بالأجر”، السعر قدر المستطاع، “سوا بنقدر”.
والجدير بالذكر تعد هذه المبادرة فريدة من نوعها ينهمك عشرات الشبان من حملة الشهادات الجامعية، من بينهم مهندسون وأطباء في غسيل المركبات وتلميعها على ضفاف النيل الأزرق شمال العاصمة السودانية، الخرطوم.
جاءت الفكرة لدعم بعض شرائح المجتمع التي تتعذر الحصول على احتياجات رمضان لذاك ابتكروا طريقة جديدة لكسب المال لأجل وهدف هؤلاء ليس جمع المال لأنفسه، الحقيبة الرمضانية عبر مبادرة غسيل السيارات . بل لتمويل صيانة المدارس الحكومية وتوفير الدعم والسلال الغذائية للفقراء في أطراف الخرطوم. ويقتطع الأطباء والمهندسون من فريق المبادرة جزءا من يومهم للذهاب إلى شارع النيل لغسيل السيارات، حيث يحملون الفوط والأواني البلاستيكية، وينهمكون في تلميع السيارات التي تقصد شارع النيل للتنزه والجلوس على المقاهي.
وذكر الشباب بانهم “شباب 20 من شرق النيل ويتحرك أعضاء المبادرة، التي تضم أطباء ومهندسين وإعلاميين وخريجين وطلاب الجامعات من منطقة الوادي الأخضر عن طريق النقل الجماعي بالحافلة إلى ضفاف النيل الأزرق قرب جسر المنشية شمال العاصمة لاصطياد السائقين الباحثين عن غسل وتلميع سياراتهم وبانهم متواجدين كل يوم عدا الجمعة، جنوب كبري المنشية بحوالي 70 متر، بالقرب كافي نايل ڤيو”من الساعه 5 الى 11 مساءا.
والمبادرة وجدت استحسان من قبل المجتمع السوداني وروى بعض الشباب مواقف مرت بهم منها سيدة سودانية أرسلت سيارتها ومعاها 10 الف أوصت السايق بان لا يغسل السيارة بل يسلم الامانة فحسب. واحد المغتربين دعم المبادرة ب 37 الف جنيه ورفض ذكر اسمه، وايضا اتى احد المواطنين ودفع الف جنيه ورفض غسل سيارتهكما تبرع فاعل الخير عبر بنكك خمسة الآف جنيه سوداني رفض ذكر أسمه. كما يتوقف أصحاب السيارات في شارع النيل عندما يشاهدون تلويح هؤلاء الشبان لغرض غسل تلميع مركباتهم وتخليصها من الأتربة، وكثيرا ما يفضل طالبي هذه الخدمة زيادة أجرة العمل حال معرفتهم أهداف المبادرة.
ويعتقد هؤلاء الشبان أن إنهاء غسيل 12- 15 سيارة خلال ثمانية ساعات يوميا تمول كلفة تشييد وصيانة المدارس وإعانة الفقراء في عدد من الضواحي، مثل منطقة الوادي الأخضر شمالي العاصمة السودانية، وهي بلدة تشكلت من عشرات الآلاف من المواطنين الذين غادروا الولايات صوب العاصمة نتيجة شح التنمية والجفاف الزراعي في مناطقهم الأصلية في عهد النظام السابق.
وتجدر الإشارة إلى أن المناطق الواقعة في أطراف العاصمة الخرطوم تعاني من شح الخدمات الأساسية وتفاقم الفقر، مما دفع أعضاء المبادرة إلى البحث عن حلول مغايرة تحقق فوائد مالية وتقديم حلول سريعة.