صحيفة اللحظة:
قالت نقابة الأطباء في السودان -اليوم الأربعاء- إن 14 مستشفى تعرضت للقصف منذ بدء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأضافت النقابة أن 72% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن العمل.
تعالت الأصوات المطالبة بوقف القتال، لا سيما مع خروج المرافق الصحية عن الخدمة.
في الأثناء، أعلنت نقابة أطباء السودان تعرض ست سيارات إسعاف للاعتداء من قبل القوات العسكرية المتقاتلة. وقالت إنه تم منع الطواقم الطبية ولم يسمح لها بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعونات. ولفتت إلى أن 70.8 في المئة من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباك ما زالت متوقفة عن الخدمة، لافتة إلى أن 56 منها متوقفة عن الخدمة من أصل 79 مستشفى أساسية في الخرطوم والولايات، في حين أن 23 تعمل بصورة كاملة أو جزئية. وشرحت أن عدداً من تلك المستشفيات تقدم إسعافات أولية فقط، وهي مهددة بالإغلاق كذلك نتيجة نقص الكوادر والإمدادات الطبية والمياه والتيار الكهربائي.
من جهتها أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ما يواجهه المسعفون والممرضات في الخطوط الأمامية والأطباء وسط الاشتباكات في السودان، من عجز عن الوصول إلى المدنيين المصابين، بسبب انعدام الأمن والهجمات على سيارات الإسعاف والمرافق الصحية.
وقال الطبيب في مستشفى أم درمان، هيثم عمر، إن “الأوضاع صعبة والتأخر في طلب المساعدة الطبية يعني أن عدداً من الجرحى سينزفون حتى الموت، وهناك نقص كبير بوحدات الدم وصعوبة في علاج المصابين”. وأضاف أن “وقف استقبال المشافي للمرضى نهائياً، سيناريو لا يستبعد أن تتسع رقعته ما يهدد صحة الناس، كما أن انقطاع الكهرباء يؤثر بشكل كبير على من يتلقون العلاج لأن تعرق المريض في ظل ارتفاع درجات الحرارة يعرض الجروح لمضاعفات خطرة، وأصبحت المستشفيات أمام ظروف إنسانية صعبة في ظل اضطرارها إلى الموازنة بين قدرات الاستيعاب المحدودة والمسؤوليات الصعبة المرتبطة باستقبال مرضى لا تستطيع توفير علاجات مناسبة لهم، مما يدفع كثيراً منها إلى عدم استقبالهم”.
وناشد الطبيب السوداني طرفي الصراع وضع السلاح جانباً واللجوء إلى الحلول السلمية وتجنيب البلاد خطر الانقسام والدمار”.
مناشدات عاجلة:
ويخشى كثيرون من التوقف الكامل للمستشفيات خلال الفترة القادمة في حال استمرار الاشتباكات. وقال أحد المواطنين بمنطقة أم بدة، في أم درمان، ويدعى سالم يونس، إن “تعرض بعض المرافق الصحية للضربات العسكرية والاعتداء على سيارات الإسعاف أثناء وجود المرضى والمسعفين بها واحتلال المستشفيات من قبل القوات العسكرية انتهاك صارخ للقانون الدولي والحق في الصحة”.
وشدد يونس على ضرورة “تأمين الوصول الأمن للمصابين والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف إلى المستشفيات في جميع الأوقات”.
وأعلنت نقابة الأطباء السودانية مقتل 243 وجرح 1335 مدنياً منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهته أشار وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم إلى التداعيات الكارثية على المنظومة الصحية في البلاد التي كانت تصارع أساساً قبل الأزمة الراهنة. ووجه الوزير نداءات عاجلة للسعي إلى وقف الحرب والالتزام بفتح مسارات للإسعاف وسيارات المرضى والنداء للمنظمات الدولية بضرورة تقديم العون بالإمدادات الطبية العاجلة التي حددتها الوزارة. وأضاف أن “استطالة مدة القتال تشكل مخاطر جمة على أصحاب الأمراض المزمنة والكلى والأورام وعمليات تحصين الأطفال والطوارئ والأوبئة التي يتوقع أن تكون في تزايد كبير مع بداية موسم الأمطار هذا العام”.