صحيفة اللحظة:
كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الإثنين، عن نصيب مصر من الدعم الدولي المخصص لإغاثة اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع في بلادهم.
وفي مؤتمر صحفي عقده فيليبو غراندي في القاهرة خلال زيارة اطلع فيها على أوضاع النازحين على الحدود مع السودان، أوضح أن “الدعوة الأولية التي أطلقها الأمين عام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) كخطة إقليمية عاجلة لحشد تمويل قدره 470 مليون دولار لمواجهة تدفق اللاجئين إلى دول الجوار، كان منها 114 مليون دولار تخصص لمصر، لدعم جهودها في استضافة الفارين من الصراع”.
وتابع: “الحكومة المصرية أبلغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية توفير دعم لمواجهة تدفق نحو 350 ألف سوداني إلى مصر”.
وفي الوقت نفسه، دعا غراندي الحكومة المصرية إلى “مواصلة كرمها التقليدي”، عبر فتح معابرها أمام اللاجئين الفارين من الصراع في السودان، موضحا أن نحو 175 ألفا عبروا الحدود إلى مصر منذ بدء الأزمة.
دعوة إلى المانحين:
المسؤول الأممي دعا كذلك المانحين الدوليين إلى “سرعة الاستجابة” للنداءات التي أطلقتها الأمم المتحدة، لحشد التمويل اللازم لهذه الأزمة الإنسانية.
وتابع: “الطلب الأممي كان حوالي 3 مليارات دولار لدعم النازحين والمتضررين بالداخل السوداني، ولم يتم تلقي إلا 10 بالمئة منه فقط، إلى جانب طلب نحو نصف مليار دولار لإغاثة الفارين بالخارج، إلا أن الاستجابة لم تتخط حتى الآن 3 بالمئة من المبالغ المطلوبة، وهذا غير مقبول”.
وأشار غراندي إلى أنه “سمع خلال تواجده بالقاهرة عن محاولات لعقد مؤتمر دولي للمانحين، للتعامل مع الأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع في السودان”، مشددا على أن “هناك حاجة ضرورية” لمثل هذا المؤتمر.
وأضاف: “يجب على المجتمع الدولي ألا يترك مصر وحدها في مواجهة تدفق اللاجئين من الجنوب، وهناك ضرورة ملحة لدعمها سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية أو الخدمات من تعليم وصحة وخلافه”.
لقاء السيسي:
وخلال زيارته إلى مصر، التقى غراندي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسبقه لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لمناقشة الجهود المصرية والعربية لاستقبال النازحين السودانيين.
وأوضح المسؤول أنه “يتفهم ما أعرب له عنه السيسي من قلق الجانب المصري، إزاء الأعباء الاقتصادية والضغط على الخدمات والإجراءات الأمنية اللازمة للتعامل مع تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة على الحدود الجنوبية لبلاده”.
وكان غراندي قد أكد أنه دعا السلطات المصرية لـ”تطبيق ما تراه مناسبا من إجراءات، خاصة بشأن من فقدوا وثائق سفرهم في القتال، لكن مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات الإنسانية والمخاطر التي يتعرض لها النازحون حال العودة لبلادهم”.
كما نوه إلى أن السيسي “أكد له التزام مصر بتقديم الدعم للاجئين بأقصى قدر ممكن”، لافتا إلى أن عددا من السكان المصريين جنوبي البلاد، يستضيفون لاجئين سودانيين بصورة شخصية”.
مساعدة مطلوبة للنازحين:
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد غراندي “الحاجة الماسة لمساعدة النازحين” في الداخل السوداني، موضحا أنه “توجد مفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على الجانب السوداني من المعابر، لتسهيل حركة النازحين إلى مصر”.
وفي هذا الصدد، وجه الدعوة للأطراف المتحاربة في السودان إلى “وقف الاقتتال وتحمل مسؤولياتهم تجاه شعبهم، ووقف المآسي الإنسانية التي رصدها بين النازحين على الحدود”.