الرئيسية » السياسة » المعارك تدخل شهرها الثالث.. اتساع المواجهات في السودان.. وضعية إنسانية “شبه كارثية”

المعارك تدخل شهرها الثالث.. اتساع المواجهات في السودان.. وضعية إنسانية “شبه كارثية”

حريق سوق ام درمان

صحيفة اللحظة:
شهد اليوم تحليقاً مكثفًا لطيران الجيش السوداني في سماء العاصمة، وقوات الجيش تواصل عمليات مُداهمة وتتبع الدعم السريع، وأن الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية.. واستمرار عمليات النزوح.
وكشف مراسل القناة أن هناك ارتفاعًا كبيرًا بأعداد الضحايا والمصابين جراء المواجهات، وأن الجيش السوداني يسيطر على ولاية كردفان والمواقع الحيوية، والجيش ينجح في القضاء على كثير من ارتكازات الدعم السريع، والجيش كبّد الدعم السريع خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، الجيش يقضي بنسبة كبيرة على ارتكازات المسلحين بالخرطوم.
مع دخول المعارك في السودان شهرها الثالث، اتسعت المواجهات في مختلف أنحاء البلاد، وأفاد مصدر طبي بوقوع عدد من القتلى والجرحى جراء قصف استهدف منطقة حي النهضة بضاحية الإنقاذ (جنوبي الخرطوم).

وقصف الجيش للمرة الأولى مواقع تمركز قوات الدعم السريع في مدينة الأُبيِّض (عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان)، كما أعلن إسقاط مسيرتين أثناء محاولة “الدعم السريع” قصف سلاح المدرعات بالخرطوم.

وقال مسؤول عسكري -طلب عدم الكشف عن اسمه- لوكالة الصحافة الفرنسية إن استخدام قوات الدعم السريع مسيرات أمر يثير شكوكا بشأن مصدرها. في المقابل، أكد مصدر من “الدعم السريع” للوكالة أنه تم الحصول على المسيرات من مراكز الجيش التي سيطرت عليها.

وفي أم درمان، بث ناشطون صورا أظهرت دمارا في منطقة مجمع المحاكم بشارع الوادي إثر غارة جوية شنتها طائرات الجيش السوداني على موقع لقوات الدعم السريع. وأظهرت الصور دمارا لحق بمخبز في المنطقة، وبمحطة وقود مجاورة لموقع القصف.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء من إحدى أفقر دول العالم.

دخلت الأزمة السودانية أسبوعها الثامن على التوالي للصراع المسلح الغاشم الدائر بين «البرهان وحميدتى»؛ وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تزايد فاتورة الأزمة الإنسانية والصحية، ما يهدد حياة آلاف المدنيين المكتظين في الأحياء السكنية؛ جراء هدن مخترقة واحتدام للصراع والعنف المسلح؛ ما يعوق استمرار العمل الإنساني الإغاثي تزامنا مع حاجة ملحة للحد الأدنى من الخدمات المنقذة للحياة.

ومع تزايد حدة الاشتباكات واستمرارها، وانتشار الفوضى وانعدام الخدمات واختفاء السلع؛ دقت المنظمات الإغاثية للعمل الإنسانى ناقوس الخطر وضرورة إيجاد حلول لمواصلة عملها؛ فى خضم أزمات كارثية تنهش ما تبقى من بلد منكوب وحرب ضروس لاتستثنى حتى المستشفيات من قصفها الغاشم، فيما لا يزال المرضى يئنون تحت وطأة شح قارس للدواء والغذاء فى بلد كان فيه 11 مليونا بحاجة ماسة للمساعدات قبل اندلاع الحرب.

السودان يعيش وضعية إنسانية شبه كارثية:
وفى خضم استمرار حرب السودان لأسبوعها الثامن؛ كشفت إيمان الطرابلسى المتحدثة الإقليمية لجمعيات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى؛ في حديث خاص لـ«البوابة»” عن آخر التفاصيل بشأن الأوضاع الإنسانية والإغاثية فى السودان؛ مؤكدة أنه حتى الآن ما زلنا نتحدث عن وضعية إنسانية شبه كارثية في السودان؛ فخلال الفترة الماضية وتحديدا منذ «معاهدة جدة» كانت هناك معطيات وظروف مناسبة نسبيا لانطلاق الأعمال الإغاثية للصليب الأحمر الدولي، ركزنا خلالها على نقل مواد الجراحة والإغاثة الأولية للمستشفيات فى عدة مناطق بما فيهم الخرطوم؛ كان هذا قبل حدوث التطورات الأخيرة وفشل المحادثات بشأن تعليق وقف إطلاق النار.

وأكدت الطرابلسى، أن التطورات الأخيرة فى أحداث النزاع فى السودان، باتت أكثر من مقلقة؛ فكانت جمعيات الصليب الأحمر قد بدأت بالتحرك فى عمليات توزيع مواد الإغاثة لدعم القطاع الصحى الذى يعانى من شبه إنهاك تام فى الفترة الحالة؛ ولكن تجدد الاشتباكات والتطورات الأخيرة زاد من صعوبة مواصلة العمل الإغاثى؛ رغم تأزم القطاع الصحى فى السودان.

أقل من 20% من المنشآت الصحية تعمل في السودان:
وأضافت، أنه ما زلنا نتحدث عن قطاع صحى بالكاد يكون قادرا على الاستجابة للاحتياجات الصحية الأبسط؛ فأقل من 20% من المنشآت الصحية في السودان لا تزال تعمل داخل الخدمة تحاول جاهدة على تلبية احتياجات السكان فى السودان؛ يأتي ذلك بالتوازي مع صعوبات كبرى بالنسبة للفاعلين الإنسانيين لتوزيع مواد الإغاثة والمواد الطبية لدعم هذه المنشآت الطبية.

وأوضحت، أن جمعيات الصليب الأحمر لا تزال تركز على دعم قطاع الصحة فى السودان وإيصال الجهود الإغاثية والإنسانية للمتضررين والمحتاجين؛ ولكن فى إطار المستطاع لدعم المؤسسات الصحية، ليس فقط من ناحية المعدات الطبية، خاصة أن الحوجة للمعدات الطبية ليست التحدى الوحيد الذى يشهده قطاع الصحة السودانى؛ فى حين أن المنشآت الصحية القليلة الباقية فى الخدمة تعانى من نفاد مخزونها من الأدوية والمواد الجراحية والطبية؛ إضافة إلى المعاناة من أزمة انقطاع المياه والكهرباء.

وأشارت، إلى أنه إذا توافرت المعدات الطبية ولم يدعم قطاع المياه والكهرباء فإن المنشآت الطبية لن تكون قادرة على مواصلة تقديم الخدمات الطبية؛ لذلك تحاول جمعيات الصليب الأحمر الدولية خلق حلول لتوفير أنظمة مياه وكهرباء للمنشآت الصحية والطبية بالشراكة مع وزارة الصحة السودانية.

شبح الانهيار يهدد السودان:
بعد 8 أسابيع من الاشتباكات.. ما قدمه الصليب الأحمر قليل جدا بحجم كارثة السودان
وأكدت المسئولة الأممية، أن جمعيات الصليب الأحمر الدولى ركزت خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الصراع فى منتصف أبريل الماضى، على دعم جهود الهلال الأحمر السودانى فى كل المناطق التى تشهد تصاعدا فى وتيرة العنف لا سيما فى مجال نقل الجثامين والتعرف على هوياتهم، ولكن بعد 8 أسابيع من الاشتباكات فإن ما تمكن الصليب الأحمر من تقديمه يُعد قليلا جدا مقارنة بالحالة الكارثية التى يشهدها السودان، فشبه الانهيار التام يلاحق المصالح والخدمات كافة، مؤكدة أن السكان لا يزالون إلى حدود الساعة لا يتحصلون على الإمدادات الكافية، نظرا لفشل الهدن وعدم التزام الأطراف المنخرطة فى النزاع بوقف إطلاق النار.

ودقت المتحدثة باسم الصليب الأحمر فى الشرق الأوسط، ناقوس الخطر من جديد بشأن الحالة الكارثية التى يعيشها السودان، مؤكدة ضرورة وحتمية مواصلة المحادثات بين الأطراف، والاتفاق على حلول تسهل تدخل الفاعلين الإنسانيين وتسهل قدرة المدنيين على اللجوء إلى أماكن أكثر أمانا وحماية مصالحهم وحياتهم، بالإضافة إلى حماية البنية التحتية الأساسية بما فيها المنشآت الصحية؛ مشيرة إلى ورود أنباء مؤكدة بوقوع عمليات اقتتال على مقربة من منشآت صحية والتى هى فى الأساس محمية بمقتضى القانون الدولى الإنسانى، والذى مهمتنا الأساسية هى التنفيذ الدقيق واحترام هذا القانون الذى يسرى مفعوله فى حالات النزاع المسلح، وهى الحالة التى يعيشها السودان اليوم.

102 مليون فرنك سويسرى نداء طوارئ عاجل لـ السودان
وحول حجم نداءات الطوارئ بشأن السودان، أوضحت، أن الصليب الأحمر الدولى ضاعف نداء الطوارئ لـ 60 مليون فرنك سويسرى؛ بعد استنفاد النزاع موارد الهلال الأحمر السودانى، بالإضافة إلى إطلاق نداء ثانٍ بـ 42 مليون فرنك سويسرى لدعم الفارين من حرب لدول الجوار؛ والتأكيد على النداء الأول للأطراف المنخرطة فى النزاع وتذكيرهم بضرورة احترام ما ينص عليه القانون الدولى الإنسانى واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين ومصالحهم؛ وخاصة فى حالات الاقتتال التى تدور بمناطق مقتضبة بالسكان والمناطق العمرانية.

حتمية وضرورة حماية الحيز المخصص لعمل الإنساني:
وأوضحت في ختام حديثها، أن تصاعد وتيرة العنف وصلت لأحياء مكتظة بالسكان، وبالتالى هناك واجبات قانونية من الضروري احترامها لكل من الأطراف المنخرطة فى النزاع؛ ولا يقتصر ذلك فقط على الواجبات بشأن احترام حياة ومصالح المدنيين والبنى التحتية الأساسية؛ ولكن ضرورة احترام المعاملة الكريمة والإنسانية للمحتاجزين ذوي العلاقة بالنزاع؛ ولكن حتمية وضرورة حماية الحيز المخصص لعمل الإنسانى حتى يتمكن الفاعلون الإنسانيون بما فيهم الصليب الأحمر من تأدية عملهم بأمان.