صحيفة اللحظة:
يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء المقبل زيارةً رسميةً إلى السودان تستغرق يومين – وفقًا لوكالة السودان للأنباء.
تأتي الزيارة ضمن جولة تشمل بجانب السودان ” العراق، موريتانيا ومالي”
وسيجري لافروف مباحثات مع نظيره وزير الخارجية السوداني السفير علي الصادق تتناول القضايا الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بجانب سبل زيادة ميزان التبادل التجاري والاستثمارات الروسية خاصة في مجال البنية التحتية.
وقال وزير الخارجية السوداني السفير علي الصادق في تصريح لوكالة السودان للأنباء ، إن السودان يرحب بزيارة وزير الخارجية الروسي ويتطلع إلى ترقية العلاقات الثنائية وإنقاذ برامج التعاون الثنائي وفق مخرجات اللجنة الوزارية المشتركة التي انعقدت في موسكو في عام “2022”
وأكد الصادق أن السودان يتطلع لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وحلها عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، مشيراً لآثارها السلبية على الاقتصاديات الإفريقية والأمن الغذائي وارتفاع تكلفة السلع والخدمات في كل الدول الإفريقية
ويشار إلى أن لجنة التشاور السياسي بين السودان وروسيا انعقدت بموسكو في أغسطس “2022” . كما انعقدت اللجنة الوزارية المشتركة في موسكو في الفترة من “17-19” أغسطس “2022” م.
بخصوص هذا الموضوع وعلى وقع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي إلى الخرطوم في التاسع من الشهر الجاري، قال المسؤول السابق للعلاقات الخارجية في حزب “الأمة” القومي، الدكتور أحمد حسين، الخميس، إنه “يجب على الدولة السودانية أن تنظر في علاقتها مع روسيا من غير ضغوطات من أي جهة خارجية، وخصوصا أن روسيا لم تكن لديها مصالح في أفريقيا إلا بعد حلول العام 2006 “.
وعن مدى أهمية تطوير العلاقات مع روسيا في ظل الاستقطاب الدولي على خلفية الأزمة الأوكرانية”، قال حسين إن “الوضع في السودان يحتاج جدا إلى توازن والاتزان في العلاقات الخارجية، فمثلا ظهور مجموعة البريكس الذي يشكل 22 بالمائة من تعداد السكان في العالم والدخل الإجمالي العالمي يمثل نحو 44 بالمائة، وأراضيه تمثل نحو17 بالمائة، فالبريكس لديه المكونات والإمكانيات ليكون كتلة لتشكيل قوة ضغط على دول المهيمنة على قرارات وسياسات العالم، لذلك أعتقد أن روسيا والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل دول مهمة جدا لكل دولة في العالم ترغب باستقلال في سياستها الخارجية”.
وعلق حسين على وضع الاستراتيجية الخارجية للبلاد وقال: “أي نجاح في السياسات الخارجية لأي دولة تعتمد على البعد الاستراتيجي لذلك السودان له مقومات تجعله اكثر وحدة وقوة والسودان لدية ساحل البحر الأحمر والمساحات الزراعية والثروة الحيوانية 8 دول مجاورة للسودان كل هذه الإمكانيات كفيلة لتحقيق رغباته الاقتصادية والاستقرار السياسي والقوة العسكرية”.
وأبان حسين أن “روسيا تقود تكتل بريكس الاقتصادي والمطلوب من الحكومة المدنية في المستقبل خلق توازن في توازن القوى العالمي ويمنع الهيمنة لجهة واحدة، ونرى دور روسيا والصين في مجلس الأمن ولولا حق الفيتو لشاهدنا الفظائع في هذا العالم”.
ومن جانبه وصف القيادي في “التجمع الديمقراطي”، محمد الفكي، الخميس” لوكالة “سبوتنيك” أن السودان يعيش في ظرف صعب ومربك بسبب انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي نفذه العسكريين”.
وأضاف” بحكم وجودنا في المعارضة نقدر نحدد ما بين معارضة النظام ومصالح البلاد، نحن حريصين أن يكون السودان لديه دور إيجابي عالميا، ونعلم مدى تأثير التقاطعات العالمية وهي الخطيرة جدا خاصة في محيطنا العربي والأفريقي”.
وراي الفكي أن “إذا لم نتعامل بمسؤولية مع ملف إدارة العلاقات الخارجية تلتهمنا النيران التي شبت في العديد من دول المنطقة فبالتالي الحديث مع كل الدول وفقا لمصالحها شي مهم، بالنسبة لنا في المعارضة لا يوجد تحفظات على دولة محددة وفق ما تمليه مصالحنا ولابد أن يكون لدينا رأي واضح وخط سياسي واضح ولا بد الحديث للناس بكل صراحة وعبر الوسائل الدبلوماسية فالحديث مع الجميع الدول مطلوب وأن يكون واضح ومباشر حول الضمانات والمصالح المتبادلة “.
وتخوف السياسي السوداني من السباق والتنافس الجاري في العالم، وقال: “لدينا مخاوف من هذا التنافس الذي يحدث في هذا المحيط الجغرافي وفي رأيي أن الحكومة القادمة سيكون وضعها أفضل من الحكومة السابقة وذلك ناتج أن الحكومة المدنية القادمة ستشكل من مراكز قوى مختلفة وكافة السلطات في يد رئيس الوزراء القادم”.