الرئيسية » السياسة » التعاون التركي الإثيوبي..المصالح بين الدول تفرض تغييرات

التعاون التركي الإثيوبي..المصالح بين الدول تفرض تغييرات

-أتاجان

صحيفة اللحظة:
استحوذت التحركات التركية في الفترة الأخيرة نحو الدول العربية والأفريقية على الكثير من التحليلات والمتابعات، نظرا لما تمثله تلك الخطوات من تغييرات قد تكون اقتصادية أو سياسية وعسكرية، وما أثار الاهتمام بشكل أكبر هو توقيع اتفاقات مائية ودفاعية مع إثيوبيا خلال زيارة أبي أحمد إلى أنقرة.
يرى مراقبون أن المصالح بين الدول تفرض تغييرات أو مناورات بالمواقف، والجميع يبحث عن مصالحه بما فيها تركيا، وقد شاهدنا أنقرة تقترب مجددا من السعودية والإمارات وقبلها تحركات نحو مصر وغيرها من الدول، وآخرها الاتفاق مع إثيوبيا والذي اعتبره بعض المراقبين موجها ضد مصر.
بداية يقول، الدكتور بكير أتاجان، عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن العلاقات بين إثيوبيا وتركيا وطيدة منذ عقود، وقبل أن تكون هناك مشاكل بين أديس أبابا والقاهرة، حيث هناك الكثير من الاتفاقات الموقعة بين أنقرة وأديس أبابا منذ سنوات، أي أن التعاون بين الجانبين قديم وليس جديد.
تركيا والعرب:
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، ليست هناك أي علاقة أو رابط بين دول حوض النيل وبين علاقة تركيا بإثيوبيا.
وحول إمكانية التقارب العربي- التركي في المرحلة القادمة بعد الزيارات المتبادلة بين تركيا والإمارات والسودان وقبلهما مصر والسعودية، أوضح عضو العدالة والتنمية، أن الإجابة على هذا الطرح يجب أن تخرج من الجامعة العربية وليس من تركيا، مشيرا إلى أن التحركات التي تقوم بها أنقرة، هى عبارة عن تبادل مصالح مع كل دول العالم، وكما تبحث دول العالم عن مصالحها، أيضا تركيا تفعل نفس الشيء.
موقف ثابت:
وأشار أتاجان إلى أن، تقارب المصالح لا يعني تقارب السياسات والأهداف، لأن تركيا لها موقف واضح جدا، وهذا يتضح من مواقفها سواء من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، بما في ذلك الدول العربية كلها، وما بها من ملفات سواء كانت في ليبيا أو سوريا، فالعلاقات لا تعتمد على الاقتصاد فقط، فيمكن أن تشمل الجانب العسكري، وإبرام تركيا اتفاقات أو تبادل زيارات مع إثيوبيا لا يعني أن هذا موجه ضد مصر على سبيل المثال.
تحسين العلاقات:
من ناحيته أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن تركيا لا تستطيع أن تقوم بعقد اتفاق مع إثيوبيا ضد مصر، لأن أنقرة منذ فترة تحاول تحسين العلاقات مع القاهرة، وقد أرسلت نائب وزير الخارجية وحدثت مشاورات، علاوة على أن الرئيس التركي بدأ في التراجع عن بعض تصريحاته السابقة.
وقال مساعد وزير الخارجية في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن عقد اتفاقات مائية ودفاعية بين أنقرة وأديس أبابا، في اعتقادي ليس موجها ضد أحد، حيث أن مصر كانت وما زالت تشجع الاستثمار في إثيوبيا، وفي السابق عرضنا عليهم بناء السد، وسد النهضة هو مشكلة مصرية سودانية إثيوبية، ونرى البعض يوجه انتقادات إلى الاستثمارات التركية أو الإماراتية في إثيوبيا، رغم أن هناك شركات مصرية تستثمر هناك أيضا، على أمل أن تلك العلاقات قد تؤدي إلى نتائج أفضل.
أزمة سد النهضة:
وحول إمكانية أن تلعب تركيا دورا في أزمة سد النهضة قال بيومي، إذا تدخلت تركيا في أزمة سد النهضة يمكن أن تحاول لعب دور إيجابي، لأن إثيوبيا لن تفعل شيئا بالأمطار المتساقطة والتي تغذي، لا تستخدمها في الزراعة ولا في أشياء أخرى، فليس لدى إثيوبيا نظام ري، وبالتالي أي عاقل يحاول أن تكون له إسهامات إيجابية في تلك الأزمة.
تغيير الواقع:
أما المدير التنفيذي للمجلس المصري للعلاقات الخارجية، السفير عزت سعد، فيرى أنه من الطبيعي في ظل الأزمة التي يعاني منها النظام الإثيوبي في الداخل أن يبحث عن متنفس له، في الوقت الذي يعاني فيه النظام التركي أيضا من مشاكل وأزمات داخلية، وهنا تبرز أهمية تلاقي المصالح بين الأطراف، مشيرا إلى أن التقارب التركي الإثيوبي لن يغير واقعا فيما يخص أزمة سد النهضة.
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تحركات الرئيس التركي في عدد الملفات هى نوع من المناورة، وهذا أمر طبيعي في العلاقات الدولية لتوصيل رسائل سواء كانت سلبية أو إيجابية.
وحول ما إذا كانت المرحلة القادمة سوف تشهد تطورا في العلاقات العربية- التركية، قال سعد: من خلال متابعتي لعلاقات تركيا مع دول الإقليم والعالم، أرى أنه من السابق لأوانه أن نحكم أن هناك مرحلة جديدة في تلك العلاقات رغم المؤشرات التي تحدث من جانب أنقرة والتي تحمل مقاربات بها نوع من التهدئة.
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن زيارة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى تركيا كانت ناجحة، وشهدت توقيع اتفاقيات عدة بين البلدين.
ووقعت الدولتان على اتفاقيات للتعاون فى مجال التنمية المائية والدفاع، وفقاً لما قاله المتحدث دينا مفتي في مؤتمره الأسبوعي.
وذكر مفتي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل رئيس الوزراء آبي أحمد بحفاوة، وخلال الزيارة تبادلا الرؤى حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين مستشهدين بالعلاقات التاريخية للبلدين.
وبحسب المتحدث، فقد أظهر القائدان التزاما لتعزيز العلاقات الثنائية فى المستقبل.
وقد عقدت مناقشات بين رئيس الوزراء والرئيس التركي حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية، وفقا للمتحدث.
وكان أحمد قال إن أديس أبابا تولي أهمية كبيرة للصداقة والشراكة مع تركيا، التي أكد أنها تتمتع بنفوذ دولي ولها دور في هيكلة العلاقات العالمية.
وكان أردوغان استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قبل استقبال رئيس وزراء إثيوبيا، وعرض الوساطة لإنهاء التوتر بين الجارتين الأفريقيتين، فيما يوحي بأنه يولي أهمية لهذا الملف، تزامنا مع ركود مياه المصالحة مع مصر.
وأبدى أردوغان قلقه من التوتر بين السودان وإثيوبيا بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي.