صحيفة اللحظة:
لليوم الثاني على التوالي، بدت العاصمة السودانية وكأنها تحت رحمة المتاريس التي جعلت من الحركة شبه معدومة، في احتجاج يطالب بالحكم المدني.وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن الإغلاق بالحجارة "المتاريس" ما زال مستمراً في شوارع الستين، وأوماك والمشتل، وضاحية الرياض شرقي الخرطوم.
كما طالت تلك المتاريس، شارع "المعونة والمزاد" امتدادا إلى داخل الأحياء السكنية بمدينة بحري شمالي العاصمة.وهو الحال نفسه الذي شهده طريق الشهيد عبدالعظيم، شارع الأربعين سابقاً، وطرقات فرعية في مناطق الثورات وبيت المال وودنوباي وابورف، والفتيحاب والعرضة، وأمبدة الردمية.
وتأتي هذه التحركات إثر دعوة لجان المقاومة السودانية إلى عصيان مدني شامل يومي الثلاثاء والأربعاء مع إغلاق الشوارع بالمتاريس كتصعيد جديد ينادي بالحكم المدني.غم دعوة "العصيان"، بقيت المصارف والمؤسسات الحكومية تعمل بصورة طبيعية، لكن مع تراجع ملحوظ في حركة العملاء مقارنة بالأيام السابقة.
وتعتبر "المتاريس" سلاحا قديما في أدبيات الحراك الشعبي السوداني حيث استخدمت أول مرة في ثورة 1964 التي أنهت حكم الرئيس الراحل إبراهيم عبود.
وسطع نجمها في انتفاضة ديسمبر 2018 التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019.
ويشهد السودان حركة احتجاجات منذ قرارات قائد الجيش الصادرة في 25 أكتوبر 2021م، والتي قضت بإقالة الحكومة الانتقالية وفرض حالة الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
وخلّفت حركة الاحتجاجات الأخيرة عشرات القتلى من المتظاهرين، حسب لجنة أطباء السودان المركزية (كيان نقابي)، فيما لا توجد حصيلة رسمية
وفي اليوم الأول للمتاريس استجابة لدعوات أطلقتها تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم بالإغلاق التام يومي الثلاثاء والأربعاء ضمن جدول أسبوعي ينتهي بعد غد الخميس، قام الثوار بتتريس جميع طرقات العاصمة اليوم، بنسبة نجاح كبيرة وغير متوقعة، تنديدا بالانقلاب وتعطش استعادة الحكم المدني للثورة ديسمبر المجيدة. وفيما كانت التوقعات بعدم نجاح التتريس ومحاولة افشاله من قبل المواطنين أنفسهم، يرجع بالمقابل مراقبون النجاح لسوء الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد يتنبأون بزيادة المد الثوري خلال الأيام المقبلة التي تتزامن وذكري اعتصام القيادة التي أطاحت بالمعزول البشير.
سرعة كبيرة في الاستجابة لدعوات التتريس الذي أدى إلى عصيان مدني بعد أن عجز كثير من المواطنين الذهاب إلى أماكن عملهم، رصدتها “الراكوبة” فيما أغلقت كثير من المدارس أبوابها أمام الطلاب وقامت بارجاعهم لمنازلهم.
المتاريس (رصت) على الطرقات الرئيسية في شكل بنيان منتظم، في وقت عانقت فيه ادخنة الإطارات المحروقة، ادخنة الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته السلطات الأمنية لفك المتاريس وتفريق المحتجين، الذين كان يرفع بعضهم لافتات منددة بالحكم العسكري وتدعو لرحيله. ودعا مواطنين الحكومة بضرورة عودة الحكم المدني، أو الإسراع بقيام انتخابات لفك الاختناق والتردي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.
وفي مقابل ذلك ازال مواطنون وبائعي بالسوق المركزي الخرطوم المتاريس استهجانا بالتتريس الذي عطل مصالحهم، وخرج في الأثناء كل من شارعي الغابة والجمهورية الخروج عن الخدمة بسبب التتريس.
وداخل مدينة الخرطوم بحري بلغ التتريس أوجه بعد أن احكمت لجان المقاومة الخناق على بحري، وبحسب شهود عيان فإن بحري (النملة) لا تستطيع التحرك فيها، وبدأت منطقة بحري اللتريس منذ وقت باكر، داخل الأحياء والشوارع الرئيسية، في وقت شهدت فيه منطقتي المؤسسة والمحطة الوسطى اشتباكات بين السلطات والثوار، تغطت فيه المحطة الوسطى بدخان كثيف من الغاز المسيل للدموع ودخان الإطارات المشتعلة، وقالت لجان المقاومة أمس انها لن تسمح الا لعبور المرضى وأصحاب الحالات الحرجة.
وتعرضت مناطق كثيرة في امدرمان للنقد لعدم استجابتها للترتيس وعدوهم (باعو القضية) فيما شهدت مناطق أخرى تتريس منذ وقت باكر في استجابة واسعة للثوار مثل شارع الشهيد عبد العظيم الذي تم تتريسه منذ وقت باكر، وايضا شارع الدومة قبل أن تشهد تلك المناطق اشتباكات مع الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، لكن ومع منتصف النهار شهدت كثير من أحياء أمدرمان تتريس كامل جعل الحركة صعبة للغاية.
وبحسب متابعين فقد شهد اليوم الأول من التتريس نجاح كبير أدى إلى خنق العاصمة وشل الحركة بها.ب.