الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:السلامة المهنية للصحفيين..عود ثقاب قابل للإشتعال!!

كتبت[نعمات النعيم]:السلامة المهنية للصحفيين..عود ثقاب قابل للإشتعال!!

النعيم1

نعمات النعيم
تصعب الكتابة أحيانا وتتثاقل وتهرب الحروف تصبح الكلمة عصية عنيدة لتترجم فكرة ما او موضوع يشغل الكاتب ويؤرقه، ولكن حينما تحتم عليك اخلاق المهنة وضمير الكاتب لابد من الاستجابة الفورية وتطويع القلم لتسطر بأحرف من وجع وحزن والم عن زميلك أو زميلتك بالمهنة فقد حياته من أجل قضية مؤمن بها.
ضجت كل وسائل الاعلام فى كل العالم بكل اشكالها وقوالبها بحادثة إغتيال الزميلة الاعلامية الرقم شيرين ابو عاقلة الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة غدرا برصاص الجيش الإسرائيلى. لم تكن حادثة إغتيال شيرين الأولى ولن تكن الأخيرة طالما حمل الصحفي ادواته وخرج يبحث عن الحقيقة فى مهنة المتاعب.نعم يبدأ تعب ورهق الإعلامى منذ الوهلة الأولى عند ميلاد فكرة تناول موضوع أو تغطية حدث معين .
هكذا حال كل من سلك طريق الإعلام الذي يختلف عن كل الطرق التي تؤدي الى( روما). طريق شائك تعتريه كثير من المطبات تغطيه الأشواك حينآ وتدفعنا الاشواق فيه لمعرفة الحقيقة احيانا اخرى .هكذا يكون يوم الإعلامى لا يهدا له بال وهو يتنقل بفكره
اولآ يردفه بقلمه وكاميرته وكل أدوات التسجيل المرئية والمسموعة عله يسلط الضوء على قضية ما و تجد الأذن الصاغية من اهل الحل والعقد فى السلطة لا الثروة.
أثارت فينا حادثة إغتيال شيرين كثير من كوامن الخوف والقلق على حياة الصحفيين المقاتلين المدافعين عن كلمة الحق والتي يدفعون أرواحهم الغالية ثمنآ لها. فالصحفى يعلم ويعي تماما دوره يدفعه حب العمل والبحث عن الحقيقة ،لكن سلامة الصحفى وحياته تتفوق على قيمة ما ينقله من أخبار.
تعلمنا ان سلامة الصحفى اولوية والتي جسدها مثلث السلامة المهنية بأضلاعه الثلاث السلامة الجسدية والرقمية والنفسية والتي لا تنفصل عن بعضها البعض وهى نقطة الإرتكاز والبوصلة التى تحدد مسار عمل الصحفي .لا يتحرك دون معرفة من أين يأتيه للخطر وبالتالي تجنبه ،تفاديه او التعايش معه .سلسلة معطيات كثيرة لا تتسع مساحة المقال واريحية القارئ وسعة صدره لشرح كل مايهم فى امر سلامة الصحفيين والمخاطر التى تواجههم خلال اداء عملهم خاصة فى أماكن النزاعات والصراعات والحروب .
يعتبر إزدياد عدد اغتيالات الصحفيين فى مناطق النزاعات والحروب مؤشرا خطير جدآ .رغم الجهود الكبيرة التى بذلتها منظمة اليونسكو فى اهتمامها بأمر سلامة الصحفيين الدوليين استصدارها لدليل سلامة الصحفيين الدوليين والذي يعتبر هاديا ودليلا لكل الصحفيين فهو مرجعيتنا فى كل القضايا التي تناقش سلامة وأمن الصحفيين والتوعية بالمخاطر التي تحدق بالصحفى فى كل لحظة وكل حين .
دعوتنا ان نجعل من فقدنا للاعلامية شيرين أبو عاقلة نقطة إنطلاق نعزز بها الإهتمام بالإعلاميين وتوفير الحماية الكافية لهم ،رغم جرعات التدريب المتقدم التى يتلقاها الإعلاميين يظل الخطر والمهدد ماثل أمامنا يتنوع العدو مابين الإسرائيلى الصهيونى الى عدو من الداخل حيث الصراعات الداخلية والنزاعات والتي يروح ضحيتها أبرياء عزل. دعوتنا ان تهتم المؤسسات الإعلامية بالسلامة المهنية للصحفيين ووضعها ضمن اولوياتها . سلامة الصحفيين من سلامة وأمن المؤسسة الإعلامية.
مجموعة اسئلة نطرحها على هذه المؤسسات والقائمين على أمرها.هل يتم تدريب كل منسوبي المؤسسة حول مفهوم السلامة المهنية ؟ هل تمثل سلامة الصحفى أولوية قصوى؟ماهى درجة الوعي بأهمية السلامة المهنية ؟ ماهي ادوات حماية الصحفيين؟ هل يعى الصحفيون أنفسهم باهمية سلامتهم وهم يحملون هم الوطن والدفاع عن قضاياه عبر الكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية وفي وسائل التواصل الإجتماعى؟.
يتجدد حزننا كل يوم نفجع فيه بموت او فقدان احد زملاء المهنة .سلامة الصحفيين عود ثقاب قابل للإشتعال إن لم نحسن التعامل معه.