صحيفة اللحظة:
تداولت وسائل الإعلام العالمية لقطات للاعبي منتخب نيجيريا يزعمون عبرها أنهم محتجزون في مطار ليبي مهجور مغلق دون إمكانية الوصول إلى الطعام والشراب والاتصالات الهاتفية.
ومن المقرر أن يواجه منتخب نيجيريا نظيره الليبي، يوم الثلاثاء، في التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا.
وتم تحويل مسار هبوط الطائرة الخاصة بالمنتخب النيجيري، ومنع الفريق من مغادرة المطار، ويرفض “النسور الخضراء” اللعب احتجاجات على المعاملة السيئة التي وصلت إلى 12 ساعة.
في الوقت الذي أشارت فيه تقارير ليبية إلى أنه تم التعامل بالمثل مع النيجيريين، بعدما تعرض منتخب ليبيا لكرة القدم إلى استقبال سيئ وكارثي لدى وصول بعثته إلى نيجيريا، الأسبوع الماضي، حيث احتجز اللاعبون لأكثر من 3 ساعات في مطار لاغوس، وتم نقل الفريق في ظروف صعبة وسط الغابات لمسافة تزيد عن 200 كيلومتر إلى المدينة المستضيفة للمباراة.
وتضم تشكيلة نيجيريا العديد من النجوم أمثال ويلفريد نديدي وأليكس إيوبي وتايوو أوونيي وديمولا لوكمان وكيليتشي إيهياناتشو.
وقال نديدي غاضبا: هذه ليست كرة قدم، أمر محرج للغاية.
وأضاف بونيفاس، مهاجم باير ليفركوزن: لقد أمضيت في المطار ما يقرب من 13 ساعة، لا طعام ولا إنترنت ولا مكان للنوم.
وكان منتخب نيجيريا فاز على ليبيا، يوم الجمعة، ويستعد لخوض مباراة الإياب على ملعب شهداء بنينا خارج بنغازي في ليبيا.
لكن تم تحويل مسار طائرتهم في اللحظة الأخيرة بناء على أوامر من الحكومة الليبية إلى مطار الأبرق، الذي يقع على بعد 4 ساعات بالسيارة من بنغازي.
واشتكت ليبيا من المعاملة السيئة التي تلقتها خلال مباراة، الجمعة، التي أحرز فيها فيسايو ديلي بشيرو هدف المباراة الوحيد.
وأدى ذلك إلى ظروف مزرية للاعبي نيجيريا، الذين تم تصويرهم وهم يحاولون النوم على مقاعد المطار مع حقائبهم، وأظهرت لقطات فيديو أيضا أعضاء الاتحاد النيجيري لكرة القدم وهم يتوسلون يتفاوضون بشكل بائس مع موظفي المطار الليبي.
وأطلع ويليام تروست إيكونغ، قائد نيجيريا، الجماهير على الوضع الصعب الذي تعرض له الفريق على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، وكتب: أكثر من 12 ساعة في مطار مهجور بليبيا بعد أن تم تحويل مسار طائرتنا أثناء الهبوط، ألغت الحكومة الليبية هبوطنا المعتمد في بنغازي دون سبب.
وزاد: لقد أغلقوا أبواب المطار وتركونا بلا اتصال هاتفي أو طعام أو شراب، كل هذا من أجل ممارسة الضغوط، لقد مررت بمواقف مماثلة خارج أرضنا في إفريقيا، لكن هذا سلوك مشين.
وتابع: حتى قائد الطائرة الذي نجح لحسن الحظ في تغيير المطار في اللحظة الأخيرة إلى مطار غير مناسب لهبوط طائرتنا لم يسبق له أن رأى شيئا كهذا من قبل، وعند الوصول، طالبنا الحكومة النيجيرية بالتدخل وإنقاذنا، لقد قررت باعتباري قائد للمنتخب أننا لن نلعب هذه المباراة، يجب على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن ينظر إلى ما يحدث هنا، حتى لو قرروا السماح بهذا النوع من السلوك، ولن نقبل بالسفر إلى أي مكان عن طريق البر هنا حتى مع وجود الأمن فهو ليس آمنا، لا يمكننا إلا أن نتخيل كيف سيكون الفندق أو الطعام المقدم لنا إذا وصلنا، نحن نحترم أنفسنا ونحترم منافسينا عندما يكونون ضيوفنا في نيجيريا.
وانتقد المهاجم الغائب فيكتور أوسيمين معاملة زملائه في ليبيا، وكتب عبر “إنستغرام”: أشعر بخيبة أمل بسبب المعاملة غير العادلة التي واجهها إخوتي ومدربي في مطار ليبيا الليلة الماضية.
ونشر لاعبو نيجيريا مقاطع فيديو مختلفة من المطار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت إحدى الصور حافلة صغيرة تم سحبها في النهاية، على الأرجح لنقل الفريق.
وكان الغضب الليبي نابعا من الاستقبال السيء الذي حظي به الفريق في نيجيريا، وأوضح فيصل البدري، قائد منتخب ليبيا، تفاصيل الرحلة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية، وقال: الفريق تعرض لتفتيش شامل داخل الطائرة استغرق ساعة، بالإضافة إلى تأخير في النقل بين المدن دام 3 ساعات، رغم استخدام طائرة خاصة.
وأضاف: تم إبلاغنا بعدم وجود دورية شرطة لتأمين البعثة، وسلكنا مسارات غير معبدة في ظلام دامس، واستغرقت الرحلة خمس ساعات في ظروف محفوفة بالمخاطر، ووصلنا إلى الفندق في ساعات متأخرة من الليل، مع تدهور ظروف الإقامة.
وأكد البدري أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفريق لمعاملة سيئة في إفريقيا.
أعلن الاتحاد النيجيري لكرة القدم، الإثنين، أنه سيقوم بإعادة أفراد المنتخب الوطني إلى البلاد بسبب ماوصفه بـ”معاملة غير إنسانية” في ليبيا عشية مواجهة بين المنتخبين ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وقال مدير الاتصالات في الاتحاد النيجيري أديمولا أولاجيري: “قرر لاعبو المنتخب عدم خوض المباراة ويقوم مسؤولو الاتحاد النيجيري بإجراءات لعودة اللاعبين الى البلاد”.
كما أشار إلى أنه تم إرسال شكوى إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بهذا الخصوص.
ودان وزير الرياضة النيجيرية جون إينوه هذه الحادثة بقوله “ندين بشدة المعاملة البغيضة التي تعرض لها لاعبو ومسؤولو المنتخب الوطني الأول.
وتابع: “ظل أفراد الوفد دون رعاية لمدة تزيد عن 15 ساعة تقريبا منذ وصولهم، بدون طعام ولا سكن، وتُركوا في بيئة موبوءة بالبعوض وتم تطويقهم من قبل الأمن الليبي حتى لا يخرجوا من المطار” مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة إليه هو “سلامة أفراد المنتخب الوطني”.