صحيفة اللحظة:
تشهد السويد ظاهرة خطيرة بعد انتشار المسلسل التلفزيوني "لعبة الحبار"، حيث يقوم تلاميذ مدارس بتقليد ألعاب المسلسل وشخصياته.
وذكرت وكالة "الكومبس" السويدية أن التلاميذ في السويد بدؤوا بتقليد ألعاب المسلسل التلفزيوني "لعبة الحبار".
وبهذا الصدد، قالت مديرة مدرسة سويدية في لوليو، صوفيا كفيك، إن عددا كبيرا من تلاميذ المدارس الصغار شاهدوا المسلسل رغم أن شبكة نتفليكس حددت العمر الأدنى للمشاهدة بـ16 عاماً.
وأضافت قائلة إن المسلسل موجود في كل مكان حيث يشاهد الأطفال مقاطعه على تيك توك ويوتيوب وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي. وتابعت قائلة "الأطفال ينغمسون أكثر فأكثر في هذه الألعاب. وهناك حاجة كبيرة جداً للحديث معهم ومعالجة ما شاهدوه".
وفي السياق نفسه، حثت السلطات في بريطانيا وبلجيكا أولياء الأمور على منع أطفالهم من مشاهدة المسلسل بسبب طبيعة مشاهده العنيفة، بعد تقارير عدة عن تلاميذ مدارس صغار يقلدون المسلسل.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن فريق حماية التعليم في مجلس بدفوردشير بعث رسالة إلكترونية إلى أولياء الأمور في المنطقة، ينصحهم فيه بـ"توخي الحذر بعد ورود تقارير تفيد بأن الأطفال والشباب يقلدون العنف في المسلسل".
وحقق المسلسل الكوري الجنوبي نجاحاً مدوياً على مستوى العالم عند عرضه الشهر الماضي، حيث حقق أكثر من 111 مليون مشاهدة لأول مرة في تاريخ نتفليكس.
فلماذا كسب المسلسل كل هذه الشعبية؟
يبدو أن دراسة الطبيعة البشرية واضطراباتها النفسية العميقة هي ما شجعت الجماهير في جميع أنحاء العالم على مشاهدة المسلسل، وفق ما ذكرته صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية.
فبطل الرواية «جي – هون» وهو أب مطلق ومنحط ومقامر، ويعيش مع والدته المسنة، ويسرق أموالها من حين لآخر، يلتقي بعد يوم عصيب بشاب يرتدي ملابس أنيقة يوفر له فرصة لكسب المال من خلال ممارسة الألعاب. وبعد القبول، يتم نقل «جي – هون» إلى جزيرة مهجورة، حيث يستيقظ في عنبر مع 455 لاعباً آخرين.
ويوقع اللاعبون عقداً غامضاً للمشاركة في ألعاب مثل «الضوء الأحمر… الضوء الأخضر» حيث إنهم إذا تحركوا عندما لا يُفترض بهم ذلك، فسيُقتلون ببندقية قنص. وسرعان ما يخشى اللاعبون الموت ليس فقط على يد اللعبة، ولكن من جانب بعضهم البعض، وهنا تظهر أسوأ صفات الطبيعة البشرية.
نقطة جذب آخر للمسلسل وهي أنه ينتقد بشدة التفاوتات الاقتصادية في المجتمعات، خصوصاً عندما يتم الكشف عن المتحكمين والمتفرجين الأغنياء الذين يقفون وراء اللعبة. وتقول أريوم جيونع، خبيرة السينما الكورية في جامعة سيتشوان إن الحبكة لاقت صدى عميقاً لدى الكوريين الجنوبيين المحبطين من زيادة عدم المساواة في الدخل في واحدة من أغنى دول آسيا.
أيضاً لا يمكن إغفال الأداء التمثيلي الرائع، الذي يجعل بعض الشخصيات محبوبة رغم عيوبها. ويكمن جزء كبير أيضاً من نجاح المسلسل في جمالية التصوير والإخراج، حسبما ذكرته صحيفة «يو إس إيه توداي».
بدورها، أوضحت كيم بيونغ غانغ، أستاذة المحتوى الثقافي العالمي في جامعة سانغ ميونغ، لشبكة «بي بي سي»: «يبدو أن الناس، خصوصاً جيل الشباب، الذين يعانون بانتظام من الاغتراب والاستياء في الحياة الواقعية، يتعاطفون مع الشخصيات».
وتشير صحيفة «يو إس إيه توداي» لعوامل أخرى تجذب المشاهدين للمسلسل، ومنها: النهايات المثيرة للحلقات والتي تغريك دائماً بالنقر فوق «مشاهدة الحلقة التالية»، وأيضاً عدم الشعور بالملل أو التطويل في المشاهد رغم أن كل حلقة من المسلسل تقارب مدتها الساعة الكاملة.