ووسط ترقب دولي لسقوط الصاروخ الصيني الذي أطلق قبل ستة أيام، قللت بكين من الأضرار التي قد تنتج عن سقوطه مؤكدة أن معظم أجزائه ستحترق في السماء.
وتوقعت وزارة الدفاع الأميركية أن يسقط َ الجزء ُ الأكبر من حطامه على الأرض في وقت ٍ مبكر من يوم غدٍ السبت، مشيرة إلى أنه لا يمكن تحديد المكان الذي سيسقط عليه الحطام إلا قبل ساعات قليلة من سقوطه فقط، وأنه قد يشكل تهديدا محتملا لسلامة الرحلات الفضائية ومجال الفضاء.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ البنتاغون لا يعتزم حتى الساعة تدمير صاروخ فضائي صيني يتوقّع أن يدخل خلال اليومين المقبلين الغلاف الجوي للأرض وأن يسقط في مكان قد يكون مأهولاً بالسكّان.
كما وجه أوستن انتقاداً مبطّناً إلى بكين لفقدانها السيطرة على الصاروخ.
في المقابل تقلل الصين من المخاوف بشأن نتائج سقوط حطام صاروخ لونغ مارتش 5 بي.
وكانت الدكتورة رشا غنيم، أستاذ مساعد ديناميكا فضاء ورئيس قسم أبحاث الفضاء بمعهد الفلك المصري، قالت في وقت سابق إن الصاروخ الصيني Long March 5B (CZ- 5B) يمر على مصر بصفة دورية، موضحة أنه يدور حول العالم كله في ساعة ونصف، حوالي 89 دقيقة بالضبط.
وأوضحت غنيم، بحسب ما نقل عنها موقع “اليوم السابع”، أن الصاروخ مر على مصر مرتين وسيمر مرة ثالثة ليلا ولكنه لا يزال بعيدا.
وأشارت إلى أن احتمال أن يدخل الغلاف الجوي مساء يوم 8 مايو، ولكن موعد وموقع سقوطه لا أحد يعلمه حتى الآن، مضيفة: “لا نستطيع التنبؤ بأي شيء عن ذلك إلا بعد دخوله الغلاف الجوي”.
وبينما يكثر الحديث عن الصاروخ الخارج عن السيطرة واحتمالات سقوطه وما قد يترتب عليها من آثار محتملة، قللت وسائل إعلام حكومية صينية من المخاوف بشأن سقوط حطام صاروخ.
يعرف الصاروخ الصيني الذي ويبلغ طوله نحو 30 مترا ووزنه يصل إلى 21 طنا، وكان من المقرر أن تكون مهمته نقل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة “تيانخه” الصينية.
يدور الصاروخ حول العالم ويتحرك في الفضاء دون إمكانية السيطرة عليه، مما يسبب أزمة كبرى خاصة أن الخبراء حول العالم يؤكدون أن الصاروخ في حال سقوطه سينتج عنه خسائر كبيرة.
لماذا لا يتم اسقاط الصاروخ؟
في هذا الصدد يقول جمال فهيم، رئيس معمل أبحاث الفضاء السابق بمعهد البحوث الفلكية، لا يمكن إسقاط الصاروخ من قبل أي قوة في العالم لعدة أسباب على رأسها حجم الصاروخ الكبير، بجانب سرعته الكبيرة، وعدم التأكد من التعرف على مداره، لذا الاعتماد على الإسقاط العسكري للصاروخ أمرا ليس باليسير، خاصة أن الأمر معتاد أن تضيع أقمار صناعية، أو تفقد المحطات الفضائية السيطرة عليها، لكن يكون حجمها أصغر، لذا تكون الأضرار طفيفة.
وأضاف فهميم في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، حسب الاحتمالات غير الرسمية وغير الدقيقة أن يتم سقوط الصاروخ في المحيط، إلا أنه من الممكن حدوث مفاجآت غير متوقعة، لكن تشير البيانات الخارجة من مراكز الأبحاث حول العالم أن حسب سرعة وتحرك الصاروخ من الممكن أن يسقط على الشواطئ اليابانية.
أما عن الحديث عن تخوف من السقوط على مصر لمروره للمرة الثالثة، يقول رئيس معهد البحوث الفلكية السابق: “من الطبيعي أن يمر على مصر بسبب سرعته الشديدة، لكن ذلك ليس بالأمر الكارثي، فهو أمر عادي، سرعة الصاروخ تجعله يدور حول الأرض أكثر من مرة خلال فترة عدم السيطرة عليه، لذا لا أعتقد أن الأمر يدعوا للقلق”.