الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: المعاشيون أزمة مستمرة!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: المعاشيون أزمة مستمرة!!

حبيب

اتصل على احد المعاشيين قائلا لى هل تعلم يا استاذ كم يتقاضى معاش بعد خدمة استمرت لأربعين عاما ؟جبت خلالها مدن وقرى البلاد المختلفة وتقلدت العديد من المناصب القيادية حتى وصلت أعلاها وانا خريج جامعة الخرطوم فى ستينات القرن الماضي إجابته عشرة آلاف جنيه.
قال لى هل تصدق انني اتقاضى ثلاثة آلاف جنيه بعد تلك الرحلة الطويلة من العمل،حزنت لحال الرجل ولكل الموظفين الذين خدموا فى الحكومات المختلفة ولم يجدوا فى نهاية عمرهم ما ينفقونه على علاجهم من أمراض الضغط والسكري وغيرها من الأمراض التي تعتري الإنسان في أواخر عمره، لقد حزنت لحال كل موظف يفرح بالوظيفة وهو فى ريعان شبابه ينفذ كلما يطلب منه من عمل سواء داخل العاصمة او بولايات السودان المختلفة.
إن المعاشيين فى حالة تحتاج الى عين تنظر الى حالهم بعد ان قدموا لهذا الوطن عصارة جهدهم وفكرهم، ولا ادرى ألم يفكر المسؤول في نفسه وأن مصيره سيكون نفس المصير الذي عليه المعاشيين الان، لماذا لم يفكر فى تحسين أوضاع المعاشيين الم يكون مصيره قريبا مثلهم وسيجرى من مكان إلى اخر لنيل هذا المعاش المتواضع الذى لا يكفى لشراء نوع واحد من الدواء.
يقال ان سيدنا عمر بن الخطاب كان يمر بالأسواق ووجد رجلا عجوزا يسأل الناس فاقترب منه وسأله لماذا تسأل الناس فقال له ياعمر انا يهودى وكنتم تاخذون منا الجزية فى شبابنا وحينما كبرنا لم نجد من يساعدنا على الحياة، قيل أخذه سيدنا عمر الى بيت المال وطلب من المسؤول عن بيت المال ان يخصص له راتبا شهريا، ان الاسلام لم يترك شاردة او واردة الا وقد وضع لها حلا.
فنحن الآن بعد مسيرة طويلة من العمل الطويل فى خدمة الوطن نجد ما يقدم لهذا المعاشي( فتافيت) لا تغني نظير تلك الخدمة التي قدمها المعاشي، ان العمل فى الخدمة المدنية وما يجنيه المرء فى نهاية خدمته جعلت الكثيرين يلجأون الى العمل فى المؤسسات الخاصة التى تمنحهم مالا وفيرا يساعدهم فى مواجهة ظروف الحياة بالاضافة الى السلفيات التي تقدم لهم كل فترة يحاولون ان يعملوا بها مشاريع لمواجهة حياتهم المستقبلية.
معاشى اخر قال لى بعد اثنين وأربعين عاما فى الخدمة المدنية ماحصلت عليه من ا ستبدال لم يصل الخمسين الف جنيه او خمسين مليون بالقديم، أما المعاش الشهرى فلم يتعدى الثلاثة آلاف جنيه، ان الحكومة الحالية عليها ان تنظر الى حال المعاشيين نظرة إجلال وتقدير للدور الذى لعبه فى فترة شبابهم ومعالجة معاشاتهم لان المبلغ الذى ينتظرونه شهريا لا يكفي ثمن المواصلات.
وكما قال أحد وزراء مايو حينما دخل السجن ووجده ساخنا قال له أحدهم لو( كيفتوه) لوجدتوه باردا ،فنقول لمسؤولي الحكومة ارفعوا من قيمة المعاشات لانكم حينما ياتى دوركم تجدونها. تتناسب مع ظروف حياتهم .