احيانا تكون اﻷخبار الصغيرة ذات دلالة عظيمة واثر ضخم وقراءة صحيحة تكشف أن ذاك الخبر الصغير العابر يستحق أن يكون مانشيتا رئيسيا ﻷفضل الصحف (عودة قطار الشرق)
ﻷن خبر عودة قطار الشرق لينطلق من الخرطوم الي عطبرة ومنها يتجه شرقا ليمر بمحطات وقري ومدن شرق السودان في هيا ودرديب وحتي سواكن وبورتسودان ثغر السودان الجميل ثم ليعود منها واليها ، هذا الخبر يستحق أن يقرأ بأنه عنوان آخر للثورة العازمة على استعادة الحياة الطبيعية في كل أنحاء الوطن وتجديد الثقة في إمكانيات السودان وشعبه الجسور.
والسؤال لماذا يستحق خبر عودة قطار الشرق اﻹهتمام وماهي القراءة الصحيحة لما وراء هذا الخبر؟؟فالخبر يستحق اﻹحتفال ﻷن السفر والنقل عبر القطار اقل تكلفة واكثر امانا . ثم أن كل محطات السكك الحديدية ستعود لها الحياة وبالتالي تنتعش حياة السكان في الصحاري والفيافي وكل المناطق القاحلة التي ظلت تعيش في معاناة مستمرة منذ أن توقفت حركة القطارات منذ عشرات السنوات. عودة القطار تعني
* خطوة نحو تقوية الوصل بين مدن الشرق وكل أنحاء الوطن
* خطوة أخرى لتعزيز إتجاه الدولة لتطوير الموانئ وتوسيع حركة الصادر والوارد
* بارقة أمل لعودة الخطوط البحرية السودانية من جديد.
* تجديد الثقة لدى الراغبين في اﻹستثمار والدخول في شراكات في مختلف المجالات اﻹنتاجية
* سهولة نقل الثروات من والى كل انحاء السودان.
* عودة قطار الشرق فرصة ﻹستقرار التيار الكهربائي ﻷن القطارات تسهل عمليات نقل الوقود والفيرنس واﻹسبيرات والمحطات الكهربائية الضخمة .
* عودة القطار فرصة للشباب للسفر واكتشاف وطنهم وفتح آفاق جديدة لمن يعشق التجديد والمبادرة لﻹستفادة من اﻷراضي الشاسعة والكنوز الموجودة على وجه وباطن اﻷرض.
الفأل اﻷكبر لعودة قطار الشرق الذي ينعش الحياة بشرقنا الحبيب هو اقتراب عودة قطار الغرب أيضا والذي ينطلق من الخرطوم ليعبر ولايات الجزيرة وسنار والنيل اﻷبيض وشمال كردفان ويمضي حتى آخر مدن ولايات دارفور ، وليس ذلك ببعيد ولطالما توفرت اﻹرادة والعزم والتخطيط والتنفيذ السليم . وللشعب السوداني أن يتفاءل بتطوير خطوط شبكة السكك الحديدية واستجلاب احدث انواع القاطرات واسرعها وافضلها في النقل ، وليس ذلك بالمستحيل إذا امتلكت الحكومة أستراتيجية قومية تطوير وسائل النقل ومواعين التخزين والموانئ الحديثة بما ينافس الموانئ العالمية.
