الرئيسية » المقالات » نزيف القلم [ردينه أحمد]: لم يعش الشعب السوداني رحباً ..ليرى عجباً..شكرا حمدوك!!

نزيف القلم [ردينه أحمد]: لم يعش الشعب السوداني رحباً ..ليرى عجباً..شكرا حمدوك!!

نزيف القلم6

المبادرة التي تقدم بها رئيس مجلس الوزراء مع أنني أرى بأنها يفترض أن تكون خطة وزراء الحكومة الانتقالية منذ ان تولوا مناصبهم، الأمر الطبيعي أن يطلب رئيس الوزراء من كل وزير خطة عمل متكاملة مبنية على الواقع ومستصحبة الماضي لاستشراف المستقبل.
ويفترض كل وزير عندما يضع الخطة يشرك في وضعها خبراء ومختصين في مختلف المجالات وتسلم للمجلس بعد إخضاعها لدراسة وافية ليتخذ بشأنها قرار وتوضح آلية تنفيذها.
ولكن اتضح من واقع الأمر وبعد أن كشف حمدوك عن مبادرته إن هؤلاء الوزراء ليس لديهم أي تصور، وشماعتهم الأزمة مفتعلة من قبل النظام البائد، لو افترضنا ذلك ما هو دوركم يا حكومة في محاصرتهم وإفشال مخططاتهم؟!!!
اتضح من المبادرة ما عندنا وزراء غير حمدوك، والدليل على ذلك عقد مجلس الوزراء اجتماعاً مغلقاً لمدة ثلاثة أيام متتالية، استعرض فيه الأوضاع العامة، وسبل مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد. وتداول الاجتماع بالتفصيل المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء حول الأزمة السياسية الراهنة والطريق إلى الأمام مؤكدين على أهمية التوافق الوطني من أجل مجابهة تحديات الانتقال، ودعا المجلس كل فئات وقوى الشعب السوداني للالتفاف حولها لإنجاز أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية لأوسع مشاركة شعبية ووطنية، وبدعم قوي وثابت من كل مكونات السلطة الانتقالية المدنية، والعسكرية، وشركاء السلام.
“عش رجبا ترى عجبا” يعد هذا المثل من الأمثال العربية الشائعة التي تداولها السابقون ، وللمثل قولان عش رجبا تر عجبا ، أو عش رجبا ترى عجبا ، وفي المقولة الأولى يقال أن الأعمال تقبل من الله عز وجل في رجب فيهلك الله الظالمون ، فكان أهل الجاهلية يرفعون مظالمهم إلى رجب ، ويأتون إلى الكعبة ، ويدعون على الظالم حتى يستجاب لهم .
وقيل أول من قال ذلك هو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ، وكان قد طلق واحدة من نسائه حينما بلغه الكبر ، وصار مسن لما كرهته ، أبغضته ، وخلفت عليه رجل أخر وتزوجته ، وكانت تبادله من الوجد والحب ما لم تمنحه للحارث .
فلما التقى زوجها بالحارث أخبره بذلك ، فقال له : عش رجبا تر عجبا ؛ أي عش رجبا بعد رجب ، دلالة على تعاقب السنوات ، ويقصد بها حينما يستمر بك العمر ، وتبلغ من الكبر مبلغًا ، سترى تقلبها عليك ، وهجرها لك .
أما عن المقولة الثانية عش رحبا ترى عجبا ، حينما سأل عمر بن الخطاب عن صحة قول الناس في المثل القائل عش رجبا ترى عجبا قال : نحن اليوم مع الإسلام ، ندعو على الظالم فلا نجاب في أكثر الأمر .
فقال : إن الله عز وجل لم يعجل العقوبة لكفار هذه الأمة ، ولا فساقها ، فإنه تعالى يقول : ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) سورة القمر الآية 46 ، وعش رحبا بكسر الحاء تعني وقتًا واسعًا ، أي عش من الزمن فترة طويلة تر العجب.
لهذا لم بعش الشعب السوداني رحبا ليرى عجبا، ورأينا وزراء الحكومة ما عندهم ما يقدمونه للشعب السوداني غير الوعود “كتر خير حمدوك” أنقذهم وانتشالهم من البئر السحيق الذين كانوا يغطون في نوم عميق لإيقاظهم من سباتهم.
لكن السؤال المهم من ينفذ هذه القرارات الرائعة والوزراء ليس لهم تخطيط لإي شي مهمتهم التصفيق فقط رأينا العجب قبل رجب. ونقول شكرا حمدوك لقد أنقذتهم واخرجتهم من ورطة.