الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]عرس الميني جوب وطلاق الرغيفة

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]عرس الميني جوب وطلاق الرغيفة

الخليفة

الحكاية لخصتها المرحومة فاطمة احمد ابراهيم…منذ ما قبل هبوط الانقاذ على واقع حياة الناس… قلت كانت المناضلة فاطمة قد دخلت إلى المكان المعد لتحاضر الناس فيه في فترة الديمقراطية السابقة للإنقاذ فقد احتشد الناس بمنطقة ابي روف في تلك الامسية للاستماع لرؤية تلك المناضلة للواقع السياسي السوداني وقتها…
جلست علي المنصة ونظرت الي الحضور فلفت نظرها جلوس مجموعة من الفتيات الحسناوات في الصفوف الامامية بلباسهن المحذق كن يلبسن تنانير فوق الركبة تسمي( الميني جوب ) الحسناوات كن بملابسهن القصيرة مفتاحا لمحاضرة المناضلة الوطنية فاطمة… فافتتحت محاضرتها بتوجيه حديثها للفتيات قائلة (رغم جمالكن اللافت ولبسكن المحذق المثير… وحتي لورفعتن ملابسكن الي فوق الركبة أو وما فوقها رغم كل ذلك( اقول ليكن عرس ماف.. عارفات ليه؟؟)
وجاءت الاجابة من صاحبة المحاضرة وطارحة السؤال.. لانو الشباب وهم العرسان عطال وما لاقيين وظائف و ماشغالين …
وانداحت المحاضرة تناقش قضايا الاقتصاد ,أزمته الخانقة في عهد الديمقراطية الثالثة حيث يظهر اليسار عموما والشيوعيون على وجه الخصوص مهارتهم في رصد الاخطاء الاقتصادية ..
لان الاقتصاد في الفقه الشيوعي اهم ركائز البناء واول عتبات تحقيق التفسير المادي للتاريخ ..كما اعتقد الجناح الأشهر للفكر الشيوعي ونعني به النظرية الماركسية…
اذن لن يتحقق زواج الميني جوب ولاغيره في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب التخطيط السليم الذي يحارب العطالة ويشجع الإنتاج ويحاسب من يسرق عرق المنتجين..
ذلك كان فقه المناضلة المرحومة فاطمة احمد ابراهيم.. لتقول صراحة بأن الاقتصاد الردئ يهزم الشباب ويمنع الزواج ويدمر الاوطان…. وما اشبه الليلة بالبارحة…او لربما تجاوز الامر الميني جوب والافخاذ العارية ليصل الي الانحراف الكامل والعلاقات البديلة للزواج الشرعي..
تري هل نحن الآن في انتظار محاضرة جديدة تجلس في صفوفها الامامية الامهات.. اللائي ارهقهن العمل وكثافة الأعباء.. وضخامة المسئوليات وهن يواجهن المعاناة المريرة بعد الطلاق أو هروب الازواج.. او غيابهم المجهول…فتطل في نظراتهن سحائب الحزن والخوف والقلق والأرق…
وكأننا نحن جميعا ننتظر من يجلس علي المنصة لا ليجدد محاضرة المرحومة فاطمة عن عرس الميني جوب المستحيل بمقاييس الشيوعيين بل ليكشف لنا هذه المرة قراءة فقهاء الإسلام ومفكريه المعاصرين عن طلاق الرغيفة.. وكيف ان معدلات الطلاق المخيفة سببها الأساسي رغيفة العيش وغلاء المعيشة وضعف الدخول او انعدام الوظيفة..ليقول لنا بالدليل و النصوص القطعية ويذكرنا ان الطعام والشراب ورد في ما يزيد عن الأربعين مرة في القرآن ويبصرنا بأن خطورة كفر الجوع أشد وقعا وتهديدا وان اهمية الطعام وفرته قوية الاثر في تطوير العقائد الافهام في تحقيق الامن والسلام..
لن يتحقق استقرار اجتماعي طالما ان معدلات الجوعي في ازدياد ولا يمكن ان يصمد الأزواج أمام عجزهم في مهمتهم الاساسية وهي اعاشة أسرهم وتوفير الغذاء…
وسيبقي معضلة الزواج المستحيل و الطلاق المتحقق.. بسيادة الجوع والكفر… والعياذ بالله..