الرئيسية » المقالات » بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: يحدثونك عن لجنة التفكيك..السيادي والحكومة أم اللجنة؟!!

بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: يحدثونك عن لجنة التفكيك..السيادي والحكومة أم اللجنة؟!!

-النحاس

نفهم أن تزور لجنة التفكيك رئيس الوزراء في مكتبه، كان سيكون الأمر أكثر من (عادي)، أما أن يزورها هو في مقرها، فهذا ما يثير الكثير من (الريبة)، فلايمكن أن تحسب الزيارة مجردة في إطار (تفقد الرعية)، فلم نسمع من قبل بأن حمدوك يحرص على مثل هذه الزيارات القابلة لإثارة الجدل حولها.
فيصبح الأقرب للفهم أن الرجل أراد (تأكيد دعمه) للجنة التي طالتها (بغضاء) قطاعات واسعة من الشعب بسبب ممارساتها التي تنتهك العدالة، ومايشوب ممارساتها من (ظلم بين) وألوان من الغل والتشفي..كما قال بذلك رئيسها السابق الفريق ياسر العطا، فاستحقت اللجنة أن تكون (منبوذة) وسط الشعب مع مطالبات بحلها وتكوين (مفوضية) محلها…لكن مع ذلك هاهو رئيس الحكومة يذهب لها في مقرها ما اعتبره الكثيرون (إنصرافاً) واضحاً عن مراجعة أخطائها الفادحة، ومنتصراً لها علي حساب قيم العدل والقانون والحريات العامة..!!
أضاعت لجنة التفكيك علي نفسها (فرصة تأريخية) كانت ستبقيها في ذاكرة الشعب السوداني لو أنها تحلًت (بالمصداقية) الكاملة أمام الله والشعب وهي تتصدى لمهمة (إسترداد) أموال الشعب من سارقيها أياً كانوا، لكنها أخفقت في إيفاء وإعلاء (قيم العدالة) وإحترام القانون، وحفظ حقوق الناس، حينما تحولت (لجلاًد) همه الأول والأخير أن ينتقم من منسوبي النظام السابق وعلي الأخص الإسلاميين منهم، وفعلت ما فعلت من إعتقالات ومصادرات وفصل وتشريد من الوظائف العامة، فحكمت على نفسها بأنها (لجنة مسيسة) بإمتياز، وهي تفحص (بنصف عين) في معالجة الفساد وسرقة المال العام واستغلال النفوذ والوجاهات الإجتماعية، فاستحقت عن جدارة لقب (لجنة التنكيل) في تقييم غالبية الشعب لأدائها المعيب، وكان يمكن أن تصبح (لجنة تأريخية) لو أنها جعلت مهمتها (شاملة) تصل لكل (جحور الثعابين) الأخرى الذين أثروا وترفعوا إجتماعياً ووظيفياً في عهد النظام السابق، وتعاونوا مع أجهزته الحساسة، وحصلوا على الامتيازات والتسهيلات بالنفاق وطرائق أخرى ثم بعد سقوطه قفزوا من المركب، وتحولوا في رمشة عين إلي (ثوار) وصناع تغيير..!!
30 يونيو القريب، رفع الستار أكثر عن كنه لجنة التفكيك، فقد ظهرت بقوة أمنية خاصة بها، قيل انها تتبع لحزب البعث، ومارست دور الأجهزة الأمنية في الاعتقالات والتعامل مع التظاهرات الشعبية، مايعزز الفرضية السائدة بأن اللجنة دولة داخل دولة (تتضاءل) أمامها أجهزة وسلطات الدولة الأم، وعليه يحق لها أن يزورها حمدوك في مقرها…ومن قبل رغم (ماكاله) بعض أعضائها من إساءة وتهديد للبرهان، إلا أنه في أقل من يومين استقبلها في مكتبه وأخذ معها لقطات تذكارية…إذن فإن لجنة التفكيك دولة (كاملة الدسم)، يتأكد مع ذلك مايقال سراً وجهراً، بأن البرهان وحمدوك يوفران لها الدعم والرعاية والحماية…وعليه قد يطلب منا أعضاء اللجنة أن نقول لهم 🙁 برافو عليكم وكل قيادات الدولة يطأطئون الرؤوس على أعتاب لجنتكم..)…. أجل.. تهانينا لكم ياوجدي ومن معك… البلد عايرة ومدينها سوط..!!
سنكتب ونكتب…!!!