وفي رائد الفضاء الأميركي، مايكل كولينز، الأربعاء، والذي رافق فريق رحلة “أبولو 11″، وهي الرحلة الأميركية الأولى للهبوط على سطح القمر.
وأعلنت عائلة كولينز، وفاته عن عمر 90 عاما، الأربعاء، بحسب نعي وكالة ناسا للفضاء التي قالت، في بيان، “لقد فقدت الأمة اليوم رائدا حقيقيا، وداعيا على مدار حياته لاستكشاف الفضاء”.
وأوضح البيان، أن كولينز كان طيارا لوحدة قيادة “أبولو 11” التي انطلقت لاستكشاف القمر في عام 1969، وقد وصفه البعض بأنه “الرجل الأكثر وحدة في التاريخ”.
وسبب تسمية كولينز بذلك، هو أنه كان وحيدا في المركبة الفضائية “كولومبيا” لمدة تزيد عن 21 ساعة، في انتظار رفقائه الذين ذهبوا ليكتشفوا سطح القمر.
ولمدة ٥٠ عاما بعد هذا الحدث، كان كولينز يجيب عن سؤال واحد يطرح عليه دائما: “كيف كان شعورك وأنت تجلس وحيدا في الفضاء؟”.
وعلى خلاف نصف مليار شخص على كوكب الأرض، لم يشاهد كولينز البث الحي لأولى خطوات أرمسترونغ على سطح القمر.
وكولينز من مواليد روما بإيطاليا عام 1930، وقد سار على خطى والده العسكرية، وتخرج من كلية وست بوينت المرموقة بدرجة بكالوريوس في العلوم. ثم التحق بالقوات الجوية.
لاحقا قرر الانضمام لناسا، بعد مشاهدة رحلة ميركوري أطلس 6.
بعد اختياره في ناسا، كانت رحلته الأولى إلى الفضاء مع مهمة “جيمني 10” برفقة جون يونغ في 1966، حيث سار في الفضاء، ثم أبولو 11 في أول مهمة هبوط على سطح القمر في التاريخ.
في لقاء صحافي أجرى معه في ستينيات القرن الماضي، يقول كولينز إنه كان مشغولا بإتمام كافة المهام المطلوبة منه بحذافيرها، “إذ أنه لم يكن هناك مجال للخطأ في هذا اليوم”.
لم يكن كولينز قلقا على رحلة ذهاب زميليه اللذين انفصلا عن المركبة الرئيسية وذهبا في المركبة القمرية إلى سطح القمر.
” كنت متأكدا أن كل شيء سيكون على ما يرام، نيل طيار ماهر جدا وسطح القمر وإن كنا نعلم أنه مليء بالعقبات إلا أنه أيضا امتلك مساحات يسهل الهبوط عليها”.
لكن ما كان يقلق كولينز هو رحلة عودة زميليه إلى المركبة الرئيسية التي كان ينتظر بها، إذ أن أرمسترونغ وألدرين كانا سيعلقان في مدار القمر إذا حدث أي خطأ في محرك المركبة القمرية.
كان كولينز يخطط لإجراء مناورات في محاولة للوصول إليهما إذا تعطلت مركبتهم، وذكر أنه جهز ١٨ خطة طوارئ.
رغم ذلك كان من الممكن أن يعود كولينز إلى الأرض وحيدا. “لم لأكن لأنتحر.. كنت سأعود وحيدا وكانا يعلمان ذلك… لكنها لم تكن لتكون رحلة سعيدة”.
لكن المهمة نجحت وعاد أرمسترونغ وألدرين بسلام إلى المركبة التي هبطت في المحيط الهادي لاحقا.
وقد تلقى كولينز وسام الحرية الرئاسي. وتقاعد من ناسا عام 1970، حيث عمل بعدها مستشارا في مجال الطيران.