الرئيسية » المنوعات » مأساة مسنة “خذلتها” بريطانيا في السودان.. ماتت جوعاً وتركت جثة

مأساة مسنة “خذلتها” بريطانيا في السودان.. ماتت جوعاً وتركت جثة

اسرة بريطانية1

صحيفة اللحظة:
لعل المدنيين العزل أحد أكثر الفئات تضرراً أثناء الحروب، ولعل هذا ما حدث فعلاً مع هذه العائلة التي لاقت مصيراً مأساوياً بسبب الاشتباكات في السودان.
فقد قضى رب البيت وهو صاحب فندق بريطاني أثناء بحثه عن مساعدة في خضم الاشتباكات المندلعة قبل أكثر من شهر، بينما ماتت زوجته جوعاً في المنزل بعد أن لم تلق نداءات استغاثتها آذاناً صاغية.
في التفاصيل، عاش عبد الله شلقمي مع زوجته وهي من أصحاب الهمم، والبالغة من العمر 80 عاما، في السودان سنوات طويلة.
وبعد اندلاع الحرب، طلبت أسرتهم مساعدة بريطانية لإنقاذ الزوجين عندما كانت البلاد غارقة في القتال منذ ما يقرب 6 أسابيع.
إلا أن العائلة تؤكد اليوم أن السلطات البريطانية تقاعست عن إنقاذ الزوجين، حيث طلبت منهم التصرف والفرار بأنفسهم، إلى مطار يبعد 25 ميلاً خارج المدينة، وفقا لشبكة BBC.
وقالت أزهار شلقمي، حفيدة الزوجين، إن منزلهما كان على بعد 4 خطوات كحد أقصى من السفارة البريطانية، موضحة أنها علمت أن لدى البريطانيين 100 جندي جاؤوا وأخلوا طاقمهم.
ثم تساءلت: “لم يتمكنوا من عبور الطريق؟ ما زلت أشعر بخيبة أمل كبيرة فيهم”.
وبعد أن حوصر الزوجان في منزلهما بسبب القتال، غامر الرجل البالغ من العمر 85 عاما، بالخروج في النهاية للحصول على المساعدة، إلا أنه أصيب 3 مرات في يده وصدره وأسفل ظهره.
وقد نجا ونُقل إلى أحد أفراد أسرته في منطقة أخرى بالخرطوم، لكن زوجته المعوقة تُركت وحدها لتتكفل بنفسها.
وحين وجد أفراد الأسرة أنه من المستحيل الوصول إليها بسبب التهديد بإطلاق النار عليها، قالوا إنهم استمروا في الاتصال بالخط الساخن لوزارة الخارجية للحصول على المساعدة، لكن حكومة المملكة المتحدة لم تكن على اتصال منذ 3 مايو/أيار، عندما أقلعت آخر رحلة إجلاء إلى أراضيها.
في النهاية، عثر مسؤول تركي على رشوان ميتة داخل المنزل. وورد أن رفاتها ما زالت ملقاة هناك.
بدورها، رأت أزهار شلقمي، أن ما حدث لجديها كان جريمة ضد الإنسانية، ليس فقط من قبل الطرفين المتناحرين في البلاد، بل من قبل السفارة البريطانية، لأنهم كانوا الوحيدين الذين كان بإمكانهم منع حدوث ذلك، وفقا لصحيفة “التلغراف”.
وتحدثت شولجامي التي تعيش في أميركا، أنها بقيت تحاول حتى أواخر أبريل/نيسان الفائت، الحصول على مساعدة بريطانية لأجدادها، واتصلت بالسفارة البريطانية مراراً، إلا أن الإجابة كانت ذاتها، حيث قيل لها إن الوصول إلى المطار مسؤولية المواطنين البريطانيين.
كما قالت إن عائلتها كانت قلقة منذ فترة طويلة بشأن الزوجين اللذين يعيشان في السودان، لكن جدها طمأنهم بأنه بجوار السفارة البريطانية مباشرة.
وأضافت: “كان جدي يقول إذا حدث أي شيء فإن البريطانيين سيأتون من أجله”.
يشار إلى أن الرجل الذي يملك فندقا في لندن، كان أجرى عملية جراحية بدون مخدر من قبل ابنه الطبيب، وقد تمكن منذ ذلك الحين من الفرار إلى مصر لتلقي العلاج الطبي.
لمقابل، رأت وزارة الخارجية البريطانية أن حالة الزوجين كانت “حزينة للغاية”، مبررة أن قدرتها على تقديم المساعدة القنصلية محدودة للغاية ولا يمكنها تقديم دعم شخصي داخل السودان.