بعد أيام على اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر، خيم شبح الاغتيالات ثانية على المنطقة المنكوبة.
فقد أفادت مراسلة العربية/الحدث باغتيال مفوض مفوضية العون الإنساني وعضو هئية الاتهام في أحداث كريندق، الصادق محمد أحمد في الجنينة بولاية غرب دارفوروالخميس الماضي (15 يونيو )، اقتحمت مليشيات مسلحة مقر إقامة والي غرب دارفور، خميس أبكر، وخطفته ثم قادته إلى جهة مجهولة، لتظهر لاحقا مقاطع مصورة تظهر اغتياله بطريقة وحشية.أتى اغتياله هذا بعد ساعات قليلة على تأكيده في اتصال مع العربية/الحدث أن الوضع مأساوي في غرب دارفور ، وأن عمليات قتل المواطنين في الإقليم تتم بشكل عشوائي.
يشار إلى أن مدينة الجنينة كانت شهدت خلال الفترة الماضية اشتباكات دامية، وانتهاكات عديدة من قبل المسلحين.فيما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 1000، ينتمون إلى الطرفين المتحاربين في المدينة، وهما قبيلة المساليت وجماعات من قبائل عربية بالمنطقة
وفق ما أكد سابقا مدير الإعلام في حكومة إقليم دارفور موسى داود.في حين خرجت كل المؤسسات الصحية والمستشفيات في المدينة عن الخدمة بشكل تام.
ومنذ انطلاق الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.
إذ يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل،
وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين. ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.