بعد أكثر من شهر على إطلاق سراحه بطريقة مثيرة للجدل، ظهر إمبراطور تهريب البشر سيئ السمعة في ليبيا عبد الرحمن ميلاد الملقب ب “البيدجا” وهو يحتفل بعقد قرانه في حفل وصف بالأسطوري والباذخ احتضنته مدينة الزاوية، المقر الرسمي للميليشيا المسلحة الموالية له.
ونشرت وسائل إعلام محليّة، صورا من حفل الزفاف الذي أقيم نهاية الأسبوع الماضي، وتحدثت عن تكلفة خيالية ومبالغ مالية ضخمة صرفت في هذا الحفل الذي حضره قادة وعناصر الميليشيا المسلحة وأثرياء الحرب، وأثار حفيظة العديد من الليبيين الذين انتقدوا سطوة الميليشيا المسلحة وعصابات التهريب على المشهد العام، أمام أعين السلطات الجديدة.
و”البيدجا” هو ضابط في خفر السواحل الليبي، قبل أن يتحوّل إلى واحد من أشهر وأخطر المهربين في ليبيا المطلوبين دوليا في جرائم الاتجار بالبشر، واكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود الليبية، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر فضلا عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
ويتزعم “البيدجا” عصابة إجرامية تنشط في منطقة الزاوية شمال غربي طرابلس، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، واعتقلته حكومة الوفاق في أكتوبر 2020 لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، في خطوة أثارت توترات أمنية في العاصمة طرابلس بين الميليشيا الموالية لوزير الداخلية السابق فتحي باشاغا وميليشيا مدينة الزاوية التي ينحدر منها “البيدجا”.
وبعد أقل من شهر على تسلم مهامها في شهر مارس الماضي، أطلقت الحكومة الحالية بقيادة عبد الحميد الدبيبة “البيدجا” وقامت بترقيته إلى رتبة رائد بجهاز خفر السواحل، في خطوة مثيرة للجدل أزعجت الدول الغربية، لكنها اعتبرت محاولة من محاولات التهدئة التي تقودها الحكومة لضمان الاستقرار، خاصة بعد تهديدات أطلقتها الميليشيا المسلحة بمدينة الزاوية، باقتحام السجن الذي يحتجز فيه “البيدجا” لإخلاء سبيله بالقوّة.
المصدر: العربية نت