وجه المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية اليوم رسالة بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي الذي يصادف الثاني والعشرين من مايو من كل عام تناول فيها قيمة التنوع الحيوي وأهمية المحافظة عليه ومهددات وجوده، نتيجة الأنشطة البشرية والعوامل المناخية بمعدل ينذر بالخطر.
وفقا للشعار المطروح الذي يتناول قضية محورية تتعلق بالتنوع الحيوي وحفز الجمهور للتفاعل معها كي يكون داعما وراعيا للجهود المبذولة لحماية وصون التنوع الحيوي وهو التاريخ الذي اكتملت فيه صياغة اتفاقية التنوع الحيوي في العام 1992 حيث يتم استغلال هذا اليوم في توسيع دائرة الفهم والإدراك والتوعية.
وقال د. راشد مكي حسن الأمين العام للمجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية في رسالته نحن جزء من الحل – من أجل الطبيعة، هو موضوع احتفال هذا العام مواصلة لشعار العام الماضي وتأكيدا على ما تقدمه الطبيعة من خدمات وحلول للعديد من المشكلات التي تؤرق البشرية.
وأضاف راشد على الصعيد الوطني، يجئ احتفال هذا العام متزامنا مع إجازة قانون الحصول على الموارد الوراثية الذي يؤطر لسيادة الدولة على مواردها الوراثية وتحقيق مبدأ التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامات الموارد الوراثية وحفظ حقوق المصادر المحلية والوطنية ودفع الاقتصاد الوطني استنادا على ما يحتويه السودان من ثراء في مصادر التنوع الحيوي وما يرتبط بها من معارف موروثة . وأشار إلى أن المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية يقف على تنفيذ مشروع المناطق المحمية والإدارة المستدامة للنظام البيئي الذي يهدف إلى تعزيز نظام المحميات الطبيعية في السودان بالإضافة إلى زيادة الفاعلية الإدارية في المناطق المختارة وتحقيق التنمية المحلية وضمان استمرارية النظم البيئية، فضلا عن تنفيذ العديد من الأنشطة والمشروعات لوقف فقدان التنوع الحيوي.
وقال “نحن جزء لا يتجزأ من الطبيعة” ومصيرنا يرتبط بتنوعها الفطري الذي يوفر لنا كل مقومات الحياة والبقاء، باستطاعتنا أن نكون عوامل بناء أ هدم، فلنجدد العهد للوقوف مع دعم الجهود العالمية للحفاظ على هذا الإرث الثمين لنا ولأجيال المستقبل، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الممارسات الإيجابية والابتعاد عن السلوك والعادات السالبة في التعامل مع البيئة.
الجدير بالذكر أن التنوع الحيوي، عبارة تطلق على كافة الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية نباتية، حيوانية وأحياء دقيقة، في البحر ، على اليابسة او في الهواء ،برية او مستأنسة .
كما يشمل اختلافات النوع داخل كل كائن حي واختلاف الجينات لديه بجانب مختلف النظم الطبيعية التي تعيش فيها هذه الكائنات من جبال وصحاري وغابات وأراضي رطبة وبحار ومياه عذبة من أنهار وبحيرات ومستنقعات وله ارتباط وثيق بتنوع الثقافات والمعارف التقليدية للمجتمعات المحلية وبهذا المفهوم يصبح التنوع الحيوي أمرا حتميا للحياة لما يوفره من سلع أساسية وخدمات بيئية.
موارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاث مليارات نسمة. كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
إلا أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ — الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر — بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية.
وفي حين أن هناك اعترافا متزايد بأن التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية ذي قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإن بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع.