صحيفة اللحظة:
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأحد، انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، والذي يشكّل مصدر توتر مع مصر والسودان.
وكتب أحمد عبر منصة “إكس” “أعلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح”، وذلك بعد أسبوعين من جولة مفاوضات جديدة بشأنه بين الدول الثلاث.
ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.
ورغم أنّ مصر والسودان حضّتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في 22 يونيو استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزّان السدّ الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
“لا تغير ملموس”
كانت وزارة الري المصرية، أعلنت في 29 أغسطس، انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، والتي عقدت بمشاركة وفود من الدول الثلاث، مشيرة إلى أنَّ الاجتماع لم يسفر عن “تغيرات ملموسة” في موقف أديس أبابا، فيما أعلنت إثيوبيا استضافة جولة ثانية، لم يحدد موعدها، في سبتمبر الجاري.
استضافت القاهرة جولة من المفاوضات في الفترة بين 27 و28 أغسطس، بعد شهور من التوقف، بهدف الوصول إلى “اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد”.
وذكر المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري في مصر، في بيان، أنَّ جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة “لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي”.
وأكد أنَّ مصر “تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، على النحو الذي يراعى المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث”.
والجمعة الماضي، أعلنت إثيوبيا أنها لن تتنازل عن حقوقها ومصالحها في مياه نهر النيل الأزرق “مطلقاً”، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنها لا تسعى للتصعيد مع مصر والسودان”، بعدما أعلنت مصر أن إثيوبيا لم تظهر أي توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة بشأن قضية السد.
وأوضح مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي، محمد العروسي، أن إثيوبيا لم تنخرط في مفاوضات سد النهضة منذ البداية، إلا من أجل الوصول لحلول مرضية لأطراف الأزمة.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول- قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 متراً.
ودشنت إثيوبيا رسميًا في فبراير 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تُقدّمه على أنّه من بين الأكبر في إفريقيا بتكلفة بناء تجاوزت أربعة مليارات دولار.
وتمّ تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الانتاجية عام 2024.