الرئيسية » المقالات » ولنا رأى [صلاح حبيب]: لماذا عاود الدولار الارتفاع ؟!

ولنا رأى [صلاح حبيب]: لماذا عاود الدولار الارتفاع ؟!

صلاح حبيب

ظل الجنيه السودانى الفترة الماضية فى حالة  استقرار  امام الدولار والعملات الاجنبية الاخرى ولو حاولنا معرفة سبب هذا  الاستقرار نجد السبب تعويم الجنيه او رفع السعر من ٥٥ جنيه  الى ٣٧٥ جنيها مقابل الدولار وهذا الرفع جعل المغتربين وكل من يملك عملات صعبة الاتجاه  لتحويلها عبر البنوك مما جعل هناك نوعا من  الاستقرار فى السعر ، عدا بعض المضاربين فى السوق السوداء رغم ان  الفارق قليل جدا لذلك فان الزيادة التى طرات فى سعر الدولار عبر البنوك من ٥٥ الى ٣٧١ شجع الكثيرين الاتجاه الى البنوك مباشرة بدلا من الاتجاه الى السوق الاسود او اللجوء الى الصرافات الخارجية.

لقد استبشرنا خيرا بهذا الاستقرار  ولكن للاسف بدأ الدولار يرتفع فى السوق الاسود بزيادة كبيرة جدا مقارنة بفارق الجنيه او الجنيهين فى الفترة الماضية  فالان زاد السعر فى السوق الاسود الى مايقارب ال٤١٠ جنيه للدولار مقارنة ب٣٩٢ فى البنوك، والسبب ليس زيادة الطلب عليه من التجار او طالبى العلاج ولكن الزيادة سببها  البنوك التى جعلت حامل العملات الحرة الهروب الى السوق الاسود ليس طمعا فى فرق السعر  ولكن كسبا للوقت فالمغتربين الذبن يرسلون حوالاتهم الى اهلهم عبر البنوك فان البنوك لاتمنح الشخص المال المطلوب بالسرعة التى ارسل بها من الخارج، فسياسة كل بنك جعلت المواطنيين يهربون الى السوق الاسود، فشكا لى  عدد من المواطنيين التقيتهم باحد البنوك بامدرمان محتجين على سياسة البنك التى تطلب من موظفيها اجراء المعاملات لعدد محدد فى اليوم وحتى العدد المحدد يظل لفترة طويلة داخل البنك مما يفقده يومه بالاضافة الى بطء الموظفين فى اجراء المعاملات التى يستقرق صاحب المعاملة اكثر من ربع ساعة مع موظف البنك، وهذا البطء مع اخذ عدد محدد يوميا جعل المغتربين يعودون الى الطريقة التى كانوا يحولون بها من قبل تقليلا لمعاناة اهلهم مع توفير الجهد الكبير  الذى يقضونه  يوميا فى المواصلات والانتظار بالبنوك،لذا فان الدولار ووفقا لمعاملات البنوك مع المواطنيين ستجعله يتصاعد يوميا، ان الخطوة التى اتخذتها الحكومة الفترة الماضية وشجعت المغتربين لتحويل اموالهم عبر البنوك الا ان ادارات البنوك ربما تكون سببا رئيسيا  فى عودة السوق الاسود من جديد وبصورة اكبر عما كانت عليه.. فالدولار قفز من ٣٨٣الى ٤١٠ نتيجة لسياسات البنوك العقيمة، ولا ادرى هل البنوك تعمل على افشال الحكومة بتلك السياسات الرتيبة؟ ام ان هناك جهات تقف خلف البنوك لاثارة المواطنيين ومن ثم الهروب الى السوق الاسود الذي يمنحهم المال فى لحظات بدلا من ضياع الوقت امام البنوك،لقد شاهدت فى  احد البنوك  بفرع الموردة حالة من الزحام واستمعت الى قصص من المواطنيين الذين جاءوا لاستلام حوالاتهم،ذكر احدهم بانه جاء منذ السادسة صباحا ولم يحصل على  الاستمارة التى يقوم بتقديمها للموظف فالاستمارة يحملها رجل الشرطة فتعجبت كيف ادارة البنك او الموظف يسمح لرجل الشرطة المؤكل له الحراسة ومراقبة الوضع داخل البنك بمنحه الاستمارات لتوزيعها على المتعاملين ورجل الشرطة ليس نبى فيمكنه ان يمنح هذا او يحرم ذاك،فادارة البنك هى المعنية بتوزيع الاستمارات على طالبى الخدمة عبر موظفيها وليس من قبل رجل الشرطة، فهذه ثغرة حتى لو استخدمت بحسن النية، لذا فان التحويلات  الخارجية او العملات الاجنبية التى تاتى الى اصحابها عبر البنوك يجب الا تاخذ المعاملات وقتا طويلا ويجب الا يحدد العدد لان  البنك فى حاجة الى عملات صعبة والحكومة فى حاجة الى عملات صعبة فعدم احترام المواطن واثارة حفيظته بعدم اجراء المعاملة فى نفس اليوم او الطلب منه العودة فى اليوم الثانى هذا سيجعله يوقف التعامل مع البنك ،واللجوء الى السوق الاسود لذا على كل ادارات البنوك مراجعة سياساتهم وتنبيه موظفيهم بحسن معاملة الزبون والا سيقل وارد العملة الاجنبية من الخارج وهذه المعاملة ستنعش السود الاسود بصورة كبيرة والخاسر فى النهاية البنوك لان المواطن ماله فى جيبه يستطيع صرفه بالطريقة التى ترضيه.