فأجا الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء المجتمع السياسي بالبلاد بإطلاق مبادرة للم الشمل الوطني والعمل على إصلاح الاقتصاد والسير فى الديمقراطية التي بدأتها ثورة ديسمبر المجيدة ،إن الدكتور حمدوك ظل يعمل فى صمت متناسي كل الجراحات وكل الاتهامات التي طالته من معظم القوى السياسية واتهامه بالضعف وعدم مقدرته على تسيير دفة الحكومة.
ولكن حمدوك ورغم وطنيته الغالبة إلا انه يحاول إن يسعي في إخراج البلاد من الحالة التي يعيش فيها إلا انه يواجه صعاب جمة من قبل العسكريين ومن المدنيين وقالها عبر مبادرته بان هناك خلافات بين المدنيين وخلافات داخل العسكريين وخلافات بين المدنيين والعسكريين وخلافات بين المدنيين أنفسهم، لذا خرج بتلك المبادرة التي أراد إن يشرك الجميع فيها للعبور بالبلاد نحو التحول الديمقراطي.
إن المبادرة التى طرحها رئيس الوزراء تنم على وطنية الرجل ولكن هل سوف تستجيب لها القوى السياسية المختلفة وهل ستنسى تلك القوى صراعاتها وخلافاتها من اجل الوطن، هناك بعض القوى السياسية همها عرقلة اى عمل وطني ولا تفكر إلا في نفسها وإلا لعبر السودان نحو آفاق التحول الديمقراطي.
إن السيد رئيس الوزراء تحدث عن تفكيك النظام السابق وبدون تفكيكه لن تستطيع الحكومة المضي قدما نحو تحقيق مهامها،إن النظام السابق لن يسكت على كل الذي يجرى له من مصادرة ممتلكاته وزج قياداته في السجون لذا كان من المفترض إن تكون مبادرة رئيس الوزراء لكل أهل السودان بما فيهم المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية ولكن يمكن معاقبة كل من افسد منهم أو سرق مال الشعب فهؤلاء يمكن مصادرة ممتلكاتهم والزج بهم في السجون أما البقية من الأطهار الانقياء منهم يمكن إشراكهم في المرحلة القادمة.
فالإسلاميين الآن هم من يجرون (فرملة اليد) للحكومة الانتقالية وما الذي يجرى الآن من ارتفاع فى كل أسعار السلع الاستهلاكية بأيديهم فهم الفئة الوحيدة التى تمتلك المال فارتفاع الاسمنت بسببهم وارتفاع السكر الزيوت وكل ما يحتاجه المواطن أزمة مفتعلة يقومون بها وسبق إن قالوها عقب انتفاضة ابريل رجب ١٩٨٥ وإنهم كانوا يشترون السلع ويلقون بها فى النيل لإثارة الشعب لذا فان لم يتم إشراكهم فلن ينصلح الحال وستصبح المبادرة حبر على ورق.
يا سعادة دولة رئيس مجلس الوزراء سوف تتعب كثيرا ولن تستطيع ان تتقدم خطوة واحدة إلى الإمام طالما الخلافات داخل مجلس الوزراء ومجلس السيادة وداخل الحرية والتغيير ،إن القوى السياسية مجتمعة لا هم لها إلا الصعود على أكتاف الآخرين للوصول لأهدافها لذا فان المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء لا أظنها ستجد القبول من قبل القوى المختلفة طالما هناك صراعات وخلافات بين مكونات الحكومة.
صحيح المبادرة ممتازة جدا من حيث المحتوى والمضمون ولكن كيف تتفق تلك القوى على التنفيذ فالحركات المسلحة حتى الآن لم توافق على دمج قواتها فى القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حكومة قائمة بذاتها وأجهزة الشرطة تراقب الموقف ولم تعمل على إلقاء القبض على المتفلتين ومحاكمتهم وجهاز الأمن والمخابرات ينتظر القرار.
لذلك لابد إن تجلس كل القوى الوطنية والحكومة الانتقالية ووضع يدها فوق بعضها البعض لإخراج البلاد من تلك الأزمة التي يعيشها وإلا كما قال رئيس الوزراء فالسودان في موقف يحسد عليه يكون وإلا يكون، فان أرادت تلك القوى إن يكون السودان عليها إن تتناسى خلافاتها وتعمل من اجل الوطن وإما إذا أرادت إلا يكون فالتستمر في تلك الصراعات ليتفتت الى عدة دويلات.