معظم الحكومات التى جاءت لحكم السودان تدعى انها جاءت لتغيير اوضاع الشعب لكن للاسف ما ان يجلس المسؤول على كرسي السلطة نجده قد غير حاله من البؤس والشقاء والمعاناة الى حالة من الرفاهية.
معظم حكمانا بلا استثناء لم نجد واحد منهم ظل على وضعه القديم او فكر فى الشعب ،فالننظر الى هذه الحكومة النى تعد من الثورات التى جاءت لراحة الشعب لتغير واقعه المرير بعد سقوط الانقاذ التى قيل بانها من اسوا الحكومات التى مرت على البلاد،لو نظرنا الى اعضاء مجلس السيادة وعن حالهم قبل اعتلاء المنصب مقارنة بحالهم السابق لوجدنا اختلافا كبيرا.
فالدكتور صديق تاور عضو مجلس السيادة كنت تجده (يكابس فى المواصلات) وقد تغبر حذاؤه ولكن ما ان ركب فى السلطة تغير حاله تماما فلم ينظر الى الغبش من ابناء هذا الشعب الغلبان ولم تكون له خطة لتغيير وضع الشعب وتحويل حاله من الشقاء الى السعادة ولكن صديق اليوم ليس صديق الامس.
وكذاالحال بالنسبة للتعايشى الذى جاء مطار الخرطوم ويحمل من خلفه شنطته ووقف فى الطابور متشبها بابناء الشعب وهو فى صالة الوصول بالمطار ولكن انظروا اليه اليوم هل هو التعايشى الذى جاء يحمل هموم هذا الوطن وكل اعضاء مجلس السيادة والوزراء انظروا الى احوالهم قبل وبعد الوزارة بينما الشعب الذى قام بتلك الثورة العظيمة لم يجد اليوم ما ياكله ولو خير مابين الامس واليوم لاختار الامس الذى لم يجد المعاناة كما اليوم.
المواطن الان يبحث عن قطعة خبز وماء نظيف وكهرباء مستقرة فلم يجدها، ان الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان وحتى الحكومة الانتقالية اليوم لم يكون المواطن من اهتماماتها او من اولوياتها والا لتغير حاله الى الافضل،ابان حكم الانقاذ التى قالت فى خطابها الاول بانها جاءت لانقاذ الشعب من حكم الاحزاب ولكن للاسف ما ان تمكنت نظرت الى نفسها اولا، .
والدة البشير رحمة الله عليها الحاجة هدية فى مقابلة تلفزيونية معها فى بدايات الثورة قالت لهم منزل واحد مكون من غرفتين واحدة للبشير وزوجته والثانيه لها وزوجها والصالون للاولاد.. ولكن انظروا الى اسرة البشير بعد ان تمكنت كم كان لها من الغرف والصالات والحيشان والعقارات.
حتى زوجة البشير ارملة الشهيد ابراهيم شمس الدين التى كانت تسكن اطراف المدينة وكانت تجلس فى المطبخ اليوم كله لصنع الطعام ،تبدل حالها الى زوجة رئيس الجمهورية البيت مليان حشم وخدم بل امتلكت من بعد ذلك العقارات وعاشت عيشة الهناء والسعادة بعد ان كانت تعيش فى شظف من العيش.
ان حكامنا لم ياتوا لراحة الشعب ولكنهم جاءوا ليغيروا واقعهم وواقع اسرهم هل شاهدتم اسرة مسؤول قبل ان يدخل الحكومة وكيف كان حاله قبلها، فى حكومة الانقاذ السابقة الدكتور الحاج ادم قال حينما جاءت الانقاذ كان الشعب يقتسم الصابونه و الواحد ما كان عنده غير قميص واحد فبعد الانقاذ اصبحت ارفف الدواليب مليانه بالقمصان.
هذا جاء ليغير حال الشعب من البؤس والشقاء والمعاناة الى الرفاهية ولكن للاسف غير حاله التعيس الى رفاهية وامتطت كريماته افخر السيارات ولبسن افخر الثياب وتعطرن باجمل العطور لقد تغير حال استاذ الهندسة الذى كان يصرف دريهمات من المال لاتكفى لاسبوعين من الشهر الى رجل مال وثروة،لقد غير الحاج ادم واقعه ولكن لم يتغير حال الشعب.
ان حكامنا لم نجد من يحاسبهم على الثراء الذى عاشوه بعد اعتلاء السلطة ولم يسالهم احد.من اين لكم بكل تلك الاموال والقصور والمزارع وكل هذا النعيم الذى تعيشون فيه ولم يكن لكم من قبل الا قطع من القماش ترتدونها وحذاء واحد تلبسونه،لماذا حكامنا انانيين وضنينيين على شعبهم.
لماذا حكامنا يبعيون لنا الهواء بينما تتحول اوضاعهم السيئة الى حالة من الرفاهية ؟،لماذا لم يسن قانون يعاقب كل حاكم تغير حاله ولم يعمل على تغيير واقع شعبه؟ ان مشكلة الشعب السودانى فى تلك الطيبة والمسكنة فالذى جاء ليعتلى السلطة يجب ان يحاسب على كل صغيرة وكبيرة.
ولا نقول خلوها مستورة كما كان يرددها اهل نظام الانقاذ ،من الذى اباح لحكمنا سرقة اموال الشعب ،من الذى اعطى حكامنا الحق فى الثراء وامتلاك العقارات والمزارع والاراضى،لقد استمعت قبل ايام الى حديث نائب رئيس مجلس السيادة وهو يقول الحكومة لم تعمل للشعب حاجة وهو الذى كان من اوائل المسؤولين الذى حاول الاهتمام بالمواطن وبحاله ودفع الاموال الطائلة عقب الثورة ،ظل حميدتى يتحدث عن الفساد والمفسدين ولكن لم نراه قدم احدهم الى حبل المشنقة او كشف اولئك الفاسدين.
نحن شعب بحب ( الغضغضة والدسديس ) رغم ان الامور بتكون واضحه والحرامى واضح، ان حكومتنا المصونه والتى جاءت فى اعقاب ثورة عظيمة ما كنا متوقعين ان يصل بها الحال كما هو الان انقذوا هذاالشعب او ارحلوا. ليبحث عن حكام يخافون الله فيه.